أحدث المشاركات

إعلان أعلى المشاركات

ضع إعلانك هنا

الخميس، 28 يونيو 2018

كتاب علم نفس الجماهير و تحليل الأنا 1921

 

ف محمد أمين / التحليل النفسي اليوم 

مقدمة:

"علم نفس المجموعة وتحليل الأنا" هو عمل أساسي لسيجموند فرويد، نُشر في عام 1921، والذي يتعمق في تعقيدات السلوك الجماعي وسيكولوجية المجموعات. في هذا الكتاب الرائد، يطبق فرويد إطار التحليل النفسي الخاص به لتحليل ديناميات تكوين المجموعة وتماسكها وسلوكها، وتسليط الضوء على القوى اللاواعية التي تشكل تفاعلاتنا داخل المجموعات الاجتماعية.

نظرة عامة على الكتاب:

ينقسم كتاب فرويد إلى عدة فصول، يستكشف كل منها جوانب مختلفة من علم نفس المجموعة وتأثيراته على السلوك الفردي والجماعي. يبدأ بتحديد مفهوم الجماعة وإبراز أهميتها في المجتمع الإنساني. ثم يدرس فرويد عمليات تكوين المجموعة، ويحدد عوامل مثل الهوية المشتركة، والمصالح المشتركة، ووجود قائد يساهم في تماسك المجموعة.

يستكشف فرويد أيضًا دور الفرد داخل المجموعة، مؤكدًا على الطرق التي يمكن أن تؤثر بها عضوية المجموعة على أفكار الفرد ومشاعره وسلوكياته. ويقدم مفهوم "عقلية المجموعة"، حيث قد يشعر الأفراد داخل المجموعة بشعور بالوحدة والانتماء، ولكن قد يكونون أيضًا عرضة للأوهام الجماعية والسلوكيات غير العقلانية.

المواضيع والمفاهيم الرئيسية:

يقدم فرويد في جميع أنحاء الكتاب العديد من الموضوعات والمفاهيم الأساسية التي كان لها تأثير عميق على فهمنا لعلم نفس المجموعة:

التماهي: 

يناقش فرويد ظاهرة التماهي، حيث قد يتبنى الأفراد داخل المجموعة معتقدات وقيم وسلوكيات المجموعة باعتبارها خاصة بهم. يمكن أن تؤدي عملية التماهي هذه إلى شعور بالتضامن والصداقة الحميمة بين أعضاء المجموعة ولكنها قد تنطوي أيضًا على قمع الفردية والتفكير النقدي.

النرجسية والمثالية: 

يستكشف فرويد دور النرجسية والمثالية في ديناميات المجموعة، مما يشير إلى أن الأفراد قد يعرضون رغباتهم و أوهامهم الخاصة على المجموعة أو قائدها. يمكن لعملية المثالية هذه أن تخلق رابطة عاطفية قوية بين أعضاء المجموعة وقائدهم، ولكنها قد تنطوي أيضًا على تصور غير واقعي ومبالغ فيه لصفات القائد.

الحب والعدوان: 

يدرس فرويد التفاعل بين الحب والعدوان داخل المجموعات، مما يشير إلى أن كلتا القوتين متأصلتان في الطبيعة البشرية وقد تظهران بطرق مختلفة داخل بيئات المجموعة. وهو يستكشف كيف يمكن للحاجة إلى الحب والقبول أن تتعايش مع الرغبة في السلطة والهيمنة، مما يؤدي إلى ديناميات شخصية معقدة وصراعات داخل المجموعات.

العلاقة بين القائد والتابع:

 يحلل فرويد العلاقة بين قادة المجموعة وأتباعهم، مما يشير إلى أن القادة غالبًا ما يكونون بمثابة موضوعات للإعجاب والتعرف على أتباعهم. وهو يستكشف الآليات النفسية الكامنة وراء العلاقة بين القائد وأتباعه، بما في ذلك كاريزما القائد وسلطته وقدرته على تلبية الاحتياجات العاطفية لأتباعه.

التداعيات والانتقادات:

كان لـكتاب "علم نفس المجموعة وتحليل الأنا" تأثير كبير على مجالات مختلفة، بما في ذلك علم النفس وعلم الاجتماع والعلوم السياسية. لقد وفرت رؤى فرويد في ديناميات السلوك الجماعي أدوات قيمة لفهم ظواهر مثل سلوك الحشود، والحركات الجماهيرية، والتوافق الاجتماعي.

ومع ذلك، فقد واجه عمل فرويد أيضًا انتقادات من بعض الجهات، لا سيما فيما يتعلق بتركيزه على الدوافع اللاواعية في تشكيل سلوك المجموعة. شكك النقاد في إمكانية تعميم نظريات فرويد على سياقات ثقافية متنوعة ودعوا إلى اتباع نهج أكثر دقة وحساسية للسياق لدراسة علم نفس المجموعة طبعا لان هذه الآراء لا تركز او تقلل من اهمية اللاوعي .

إليكم ملخص كتاب "علم نفس المجموعة وتحليل الأنا" لسيموند فرويد، مقسماً إلى فصول:

الفصل 1 مقدمة^

يقدم فرويد مفهوم علم نفس المجموعة ويحدد نيته في استكشاف الآليات النفسية الكامنة وراء السلوك الجماعي. وهو يسلط الضوء على أهمية المجموعات في المجتمع البشري والحاجة إلى فهم القوى اللاواعية التي تشكل تفاعلاتنا داخل المجموعات الاجتماعية.

الفصل الثاني: وصف لوبون للعقل الجماعي

يناقش فرويد أعمال غوستاف لوبون المؤثرة في علم نفس الجماهير ويفحص وصفه لـ "العقل الجماعي". وهو ينتقد تركيز لوبون على الطبيعة غير العقلانية والبدائية للمجموعات، بحجة أنه يتجاهل تعقيدات علم النفس الفردي داخل سياق المجموعة.

الفصل الثالث: اعتبارات أخرى لعلم نفس المجموعة

يراجع فرويد نظريات أخرى في علم نفس المجموعة، بما في ذلك تلك التي اقترحها ويليام ماكدوغال وغابرييل تارد. وهو يستكشف أوجه التشابه والاختلاف بين هذه النظريات ومنظوره التحليلي النفسي، مع التركيز على دور العمليات اللاواعية في تشكيل سلوك المجموعة.

الفصل الرابع: الأنا والهو في الحياة الجماعية

يقدم فرويد مفاهيم الأنا والهو وصلتهما بديناميات المجموعة. وهو يدرس كيف يؤثر التفاعل بين هذه البنيات النفسية على السلوك الفردي داخل سياق المجموعة، ويسلط الضوء على دور الدوافع والصراعات اللاواعية في تشكيل سلوك المجموعة.

الفصل الخامس: سيكولوجية القائد

يستكشف فرويد سيكولوجية قادة المجموعة، مع التركيز على الصفات التي تساهم في جاذبيتهم وسلطتهم. وهو يدرس كيفية تلبية القادة للاحتياجات العاطفية لأتباعهم وكيف يصبحون أهدافًا للتماهي والمثالية داخل المجموعة.

الفصل السادس: العامل الذاتي في تماسك المجموعة

يناقش فرويد العوامل الذاتية التي تساهم في تماسك المجموعة، بما في ذلك الهوية المشتركة والمصالح المشتركة والروابط العاطفية بين أعضاء المجموعة. يدرس دور التماهي والنرجسية في تعزيز الشعور بالوحدة والانتماء داخل المجموعة.

الفصل السابع: النظرة الأخلاقية للمجموعة إلى العالم

يدرس فرويد الديناميات الأخلاقية للمجموعات والطرق التي تختلف بها الأخلاق الجماعية عن الأخلاق الفردية. وهو يستكشف كيف تشكل معايير وقيم المجموعة الأحكام والسلوك الأخلاقي، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى قمع الضمير الفردي وترشيد او عقلنة الأفعال غير الأخلاقية.

الفصل الثامن: التأثيرات المتبادلة بين القادة والأتباع

يحلل فرويد التفاعلات المعقدة بين قادة المجموعة وأتباعهم، مع التركيز على التأثير المتبادل الذي يمارسونه على بعضهم البعض. وهو يستكشف كيف يتلاعب القادة بمشاعر ورغبات أتباعهم، بينما يُسقط الأتباع خيالاتهم ورغباتهم على القائد.

الفصل 9: التماهي

يستكشف فرويد مفهوم التماهي ودوره في تشكيل ديناميات المجموعة. وهو يدرس كيفية تماهي الأفراد داخل المجموعة بالقائد وأعضاء المجموعة الآخرين، وغالبًا ما يتبنون معتقداتهم وقيمهم وسلوكياتهم على أنها خاصة بهم.

الفصل العاشر: الوقوع في الحب والتنويم المغناطيسي

يناقش فرويد ظاهرة "الوقوع في الحب" مع القائد وأوجه تشابهها مع حالات النشوة المنومة. وهو يستكشف كيف يمكن لكاريزما القائد وسلطته أن تثير ردود فعل عاطفية شديدة لدى أتباعه، مما يؤدي إلى حالة من الإيحاء والقابلية للتأثير.

الفصل الحادي عشر: مجموعتان مصطنعتان: الكنيسة والجيش

يدرس فرويد مجموعتين مصطنعتين، الكنيسة والجيش، ودورهما في تشكيل الهوية والسلوك الفردي. يستكشف كيف تستخدم هذه المؤسسات الطقوس والرموز والتسلسلات الهرمية لتعزيز تماسك المجموعة والحفاظ على النظام الاجتماعي.

الفصل 12: مشاكل أخرى وخطوط العمل

ويختتم فرويد بتحديد المزيد من المشاكل ومجالات البحث في علم نفس المجموعة. ويسلط الضوء على الحاجة إلى دراسات تجريبية للتحقق من صحة مفاهيم التحليل النفسي ويستكشف الآثار المترتبة على نظرياته لفهم الظواهر الاجتماعية مثل الحركات الجماهيرية والأيديولوجيات السياسية.

خاتمة:

يظل "علم نفس المجموعة وتحليل الأنا" نصًا أساسيًا في دراسة سلوك المجموعة وعلم النفس الجماعي. لا يزال استكشاف فرويد للقوى اللاواعية التي تؤثر على تفاعلاتنا داخل المجموعات الاجتماعية يلقى صدى لدى العلماء والممارسين الذين يسعون إلى فهم تعقيدات السلوك الاجتماعي البشري. من خلال تسليط الضوء على الديناميات النفسية للمجموعات، يدعونا عمل فرويد إلى دراسة التفاعل المعقد بين الفاعلية الفردية والهوية الجماعية في تشكيل عالمنا الاجتماعي.

يجدر بالذكر أنه تم ترجمة الكتاب للعربية من قبل جورج طرابيشي تحت عنوان ( علم نفس الجماهير )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

روابط الصفحات الاخرى

زوارنا من العالم

Free counters!

عن الموقع

مدونة التحليل النفسي اليوم هي مبادرة تهتم بالبحث في التحليل النفسي و محاولة لاثراء الثقافة التحليلية النفسية في العالم العربي من خلال تتبع و نشر كل ما يتعلق بالتحليل النفسي كعلاج نفسي و كنظرية

1

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *