تسري هذه المعتقدات الخاطئة ليس فقط عند عامة الناس في مجتمعنا و ذوي المطالعة المحدودة بل حتى في الاوساط التي تعنى بعلم النفس و تدرسه وتمارسه ربما ذلك ناتج عن سوء فهم و عدم تمحيص او لنقل تلقي المعلومة دون الوعي بها و اجبار تكرار المعلومات الخاطئة في اللاوعي و التي يتم تداولها على مستوى مدارسنا و جامعاتنا التي تعنى بالتلقين و التحفيظ فقط و الغريب اني وجدت بعض من من يحسبون على انهم كبار الدكاترة في العالم العربي تسري بينهم هذه الاعتقادات و تؤدي بذلك الى رفض التحليل النفسي و تجاهله
1 - الاعتقاد الاول ان فرويد هو علم النفس و علم النفس هو فرويد بينما فرويد كان طبيب أعصاب و باحث قادته مشاهداته و ابحاثه الى تأسيس علم التحليل النفسي و كما يصرح فرويد أن التحليل النفسي هو جزء من علم النفس صحيح ان التحليل النفسي أثر بشكل كبير جدا في علم النفس اذ يعتبر علم التحليل النفسي علما قائما بحد ذاته فهناك فرق بين علم النفس كمبحث عام و التحليل النفسي و الطب النفسي
2 - فرويد يهودي و اليهود متآمرين بطبعهم و يوظفون طاقاتهم للافساد و السيطرة على العالم بينما في الواقع أن فرويد يقول لا يهم من تكون و ماذا تعتقد طالما كنت تحتفظ بم بما تعتقد لنفسك خارج غرفة التحليل النفسي ... و عارض فرويد قيام الدولة الصهيونية و اعتبر ذلك غير اخلاقي و تعرض فرويد نفسه لهجمة كبيرة بعد كتابه موسى و التوحيد اذ يقول فرويد ان موسى عليخه السلام ليس يهوديا بل مصري و اتهم بمعادة السامية في وقته فهذادليل يكفي ان فرويد ليست لديه اي مؤامرة يهودية كما يعتقد الكثيرين
3 - فرويد يتحدث عن الجنس والمراحل النفسجنسة ( المرحلة الفموية و الشرجية و التناسلية ) يسعى الى افساد عقولنا بها و الحقيقة أن فرويد يسمي الطاقة الجنسية بمفهومها الواسع الليبيدو و يشرح ان هذه المراحل يجب ان يفهمها الانسان حتى يتفادى الوقوع في الامراض العصابية التي تنتج عن سوء فهمنا للجنس بمعناه الضيق و الواسع و اننا اذا فهمنا هذه الطاقة يتسنى لنا ان نحا حياة طبيعية و بناءة ... و لا يتحدث فرويد عن مفهوم الجنس بل هو يضع مخطط للجهاز النفسي و يتحدث عن غرائز الحياة و الموت و الاليات الدفاعية و الكثير من الاكتشافات النفسية
4- لا يفرق الكثير بين مؤلفات فرويد العلمية التي يتحدث فيها عن اكتشافاته و يدافع عنها و بين مؤلفات فرويد الفلسفية التي يتحدث فيها عن نظرته الفلسفية للكون كأي باحث و فيلسوف يمكن مناقشة آراءه و تقبلها او رفضها
5- التحليل النفسي انتهى زمانه بينما التحليل النفسي الان نشط و تنتشر عيادات المحللين النفسيين في العالم على مختلف توجهاتهم سواء كانوا لاكانيين او يونجيين او غير ذلك و له معاهد في جميع انحاء العالم و يدرس كعلم و له جمعياته و اكبرهم الجمعية الدولية للتحليل النفسي ipa
تبقى الصعوبة دائما في تلقي هذا العلم و فهمه بطريقة عميقة و جادة بعيدا عن التعصب و التطرف و العدوانية اللاواعية و التخلي عن النرجسية العلمية بالنسبة للاخصائيين النفسييين و الاطباء ممن يزاولون هذه المهنة في عالمنا العربي الذي بات منغلقا بشكل تعنت واضح ليس الا ..... أتمنى ان تستفيدوا من ما سبق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق