أحدث المشاركات

إعلان أعلى المشاركات

ضع إعلانك هنا

الخميس، 28 يونيو 2018

ظاهرة السيلفي و النرجسية


محمد أمين / التحليل النفسي اليوم 

ان هوس الحديث مع الذات أدى بشكل واضح بفضل الانترنت الى الترويج الذاتي عبر تويتر و فيسبوك و غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي الى انتشار فكرة ( السيلفي ) و هي كلمة العام لعام 2013 وفقا لقواميس أوكسفورد .

قد يبدو تركيز الأشخاص على ذلك لا مفر منه في عصر أصبح يهيمن عليه جيل ( أنا ) لكن هذه تبقى مجرد ظاهر من مظاهر ثقافة النرجسية التي بدأت في الانتشاروملاحظتها أكاديميا في سنوات السبعينات لكن في عام 1914 أصدر فرويد مقاله الشهير ( في النرجسية ) متحدثا عن تكثيفها لبعض الانحرافات ك التعالي و التميز بالغرور و الشعور بالأهمية على حساب الآخرين لم تكن هذه الذاتوية مجرد أساس نفسي بل أيضا فلسفي تم عرضه في فلسفة القرن العشرين من قبل ادموند هوسرل في تأملاته الديكارتية 1931 أوضح أن علم الظواهر أو الفيميونولجي أن هذه المدرسة الفلسفة تعتمد على الخبرة الحدسية للظواهر كنقطة بداية..اي دراسة الوعي الفردي و أساليب خبرته بداية بالرؤية و السمع و اللمس و التفكير و ما الى ذلك ثم يذهب الى ( الذاتية المشتركة ) او تحليل الأشياء كما تظهر لتلك الأنا 

و سرعان ما قامت مدرسة هورسل بالتأثير على فلاسفة آخرين مثلا في الوجودية نجد هيدجر و سارتر و في الأخلاق و الدين المترجم الفرنسي هسيرل ليفليغاس في النسوية سيمون دي بوفوار و أي شخص لديه جدية في التفكير كان لديه اتصال و لو بسيط مع أفكار هورسل 

مع ذلك فان فرويد كان له السبق في تفسير أفضل و التسويغ النفسي للنرجسية فمثلا كتب في ملاحظاته عن اليات الدفاع النرجسية كيف أن ( المجرمين الكبار و الفكاهيون كما تمثلهم في الأدب يجبرون اهتماماتنا من خلال الاتساق او التكامل النرجسي بما يمكنهم عن ابعاد أي شيء عن الأنا ) و رأى فرويد النكوص النرجسي كاستجابة دفاعية لاعتراض الخسارة اي انكار فقدان أحد الاهداف الهامة و ذلك عن طريق التماهي الاستبدالي 

اعتبر فرويد ايضا النرجسية الاجتماعية آلية دفاع نفسية اخرى تكون واضحة عندما ينتج التماهي او التعريف الطائفي ذعر غير عقلاني في التهديدات المتصورة الافراط في رد الفعل مثلا الافراط في رد الفعل في التشكيك في أصال شيكسبير كما نعرف انتشر هذا التشكيك المفرط في منتصف القرن التاسع عشر عندما انتشرت ظاهرة تملق شكسبير بكونه أعظم كاتب في التاريخ و هو جدال مفاده أن يكون شخص آخر عن شكسبير من مدينة ستانفورد 

و يطول الحديث عن النرجسية و هنا اوضحنا مثلا ان السيلفي ما هو الا ظاهرة من ظواهر كثيرة تندرج تحت النرجسية بالرغم من ان فرويد كتب مقالاته و ابحاثه في 1914 الا انه يتحدث كأنه معنا الان في عصر التكنولوجيا مما يعطي لفكره مصداقية أكثر 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

روابط الصفحات الاخرى

زوارنا من العالم

Free counters!

عن الموقع

مدونة التحليل النفسي اليوم هي مبادرة تهتم بالبحث في التحليل النفسي و محاولة لاثراء الثقافة التحليلية النفسية في العالم العربي من خلال تتبع و نشر كل ما يتعلق بالتحليل النفسي كعلاج نفسي و كنظرية

1

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *