.
.
كتاب يحتوي على مجموعة من المقالات، يبدأ بتحليل حالة رسام كتب مذكرات يخبر فيها عن حالة اتصال مع الشيطان.. وصلت المذكرات إلي سيجموند فرويد وبدأ التحدث عنها ثم ذكر جزء منها ثم تحليله، ثم موضوعات شتي مثل الأحلام وتأثيرها وعلاقة الإنسان بالدين وتأثير الوازع الديني
كريستوف هايزمان عاش في الفترة بين عام 1651 وعام 1700، وهو رسام نمساوي ولد ببافاريا، والذي عرف عنه تصوير المس الشيطاني، وقد تمت دراسة حالته في علم النفس والطب النفسي منذ أوائل القرن العشرين، وخاصة من قبل سيغموند فرويد.
وفي هذا الكتاب، يعرض فرويد قصّة أحد الرسّامين، حيث مات أبوه منذ زمن قصير، فعَقَدَ الإبن المفجوع صفقةً مع الشيطان، بأنّه سوف يبقى لخدمته طوال العمر، ثمّ بدأ الشيطان بتجلّى له بصورٍ مخيفة وكلّما تجلّى له، يقوم الرسّام بكتابة الحوار الذي دار بينهما، ورسم الصورة التي تجلّى له بها.
وبالطبع فرويد، لن يسلّم لذاك المريض المسيحي كما سلّم له رجال الكنيسة، عندما أتاهم تائباً معترفاً لهم بجرمه ، بل حلّل تلك التجلّيّات وتلك الهلوسات من منظوره العلمي الخاص، وصرّح أنّ ذاك الرسّام كان يعاني من "العصاب الشيطاني"، وقدّم لنا تفسيراً نفسيّاً عن سبب لجوء الرسّام إلى الشيطان، والسبب يعود إلى أنّ الرجل كان يكنّ لأبيه محبّةً واحتراماً كبيرين، وعندما مات أبوه وتركه وحيداً، أراد الرسّام (عن طريق اللاوعي، أي بطريقة لاواعية) الإنتقام من الأب الكبير، الذي سلبه أباه (وهو الله)، وذلك باللجوء إلى الأب العدوّ لله، وهو الشيطان..
أي أنّه عوّض عن فقدان أبيه، بتسخير نفسه لخدمة الأب البديل "الشيطان" انتقاماً من الله الذي أمات أباه .. كما قدّم لنا فرويد تحليلاته الكثيرة عن تفسيرات تلك الهلوسات التي كان يعاني منها، فضلاً عن تفسيره ونظرته العامّة للوسوسات الشيطانيّة التي تصيب البشريّة بشكل عام، والطقوس الدينيّة الجماعيّة على اختلاف مشاربها ومصادرها، فلا يعتبرها سوى خرافات من صنع البشر، وهلوسات جماعيّة صنعتها الأعراف على مرّ العصور.
الصورة : نسخة من العقد المكتوب بواسطة كريستوف هايزمان من
1669
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق