عبد الهادي الفقير ( محلل نفسي من المغرب )
(هذه المقالة هي في الأصل محاضرة ألقيتها بالفرنسية سنة 2006 في أطار مدرسة التحليل النفسي بإقليم بروطان (شمال غرب فرنسا) وتم نشرها في مجلة الجمعية اللاكانية العالمية سنة 2007 وتم نشرها كذلك بالفرنسية على صفحات الشبكة العربية للعلوم النفسية سنة 2008. بعد ذلك قام بترجمتها المحلل النفسي باولو دو سوزا الى البرتغالية ونشرها في كتاب مشترك في البرازيل سنة 2011 وها أنذا الآن أنقلها الى العربية.)
أشكر جزيل الشكر منظمي هذه الأيام الدراسية للسماح لي بأخذ الكلمة حول موضوع يخص مسالة تلقين التحليل النفسي. وسأحاول إدراج كلمتي هاته من مكان الإلتقاء لدي بين هذين المجالين : التدريس بالجامعة من ناحية وممارسة التحليل النفسي من ناحية أخرى. والأجل من ذلك، فإني أعبر لهم عن أمتنانني بإتاحتهم الفرصة لي كي أستجلي، بشكل تطبيقي الى حد ما وللوهلة الأولى، جانبا من نظرية جاك لاكان المتعلقة بمسألة الخطاب. سأحاول هنا مع كثير من الإقتضاب، إعادة النظر في بعض عناصر هذه النظرية معتمدا ربط هذه العناصر ببعض الفصائل من سيرتي الذاتية، الشخصية منها والمهنية.
من زمن فرويد...
بادئ ذي بدء، أذكر بأن فرويد نفسه تطرق لقضية العلاقة بين الجامعة والتحليل النفسي وذلك منذ زمن مبكر. فلقد تم فحصه لهذه القضية في مقال وجيز لا يتعدى أربع صفحات تم نشره منذ سنة 1919 تحت عنوان "أمِن اللازم تدريس التحليل النفسي بالجامعة ؟". إن صياغة هذا العنوان لكافية لإمدادنا بفكرتين عن موقف فرويد من هذة القضية والذي مفاده إجمالا :
1 ـ أن التحليل النفسي لم ينتظر ولم يتوخ مساعدة الجامعة كي يتبلور على شاكلة خطاب مما يدل على أن التحليل النفسي مستقل تماما عن الجامعة.
2 - لقد أمكن للتحليل النفسي وبإمكانه دوما التخلي عن الجامعة ذلك أن لوازم ممارسته وضروريات تلقينه وحتي وسائل انتشاره لا تعتمد على هذه الأخيرة إطلاقا.
إلا أن فرويد في هذه الآونة، ورغم ماتم ذكره، لم ير مانعا من تدريس التحليل النفسي بالجامعة نظرا لحالة البؤس النظري والفكري التي أصابت الدراسات الطبنفسية في الجامعة الهنغارية آنذاك. فالطلبة انفسهم قاموا بتقديم عريضة يطالبون فيها رئاسة الجامعة بتدريس التحليل النفسي كعطاء فكري مراسي قادر على إثراء حقل الأمراض النفسجسدية.
ولكي تتم مَوقعة موقف فرويد هذا، يمكنني القول أننا نجدنا هنا بمستوى هذه المرحلة من الرأسمالية المتاخمة للثورة الصناعية والتي بلغت أوجها بالسيطرة على الطبيعة وما نتج عن هذه السيطرة من أنتاج لوسائل الترفيه ومن برمجة لمعالم الفردانية. تتميز هذه المرحلة بانتشار واسع لإقتصاد السوق المتوحشة وبسيطرة الإديولوجيات العلموية. وقد عمل هذان الأخيران بكل تناسق على إبطال ما كان الكون ينعم به من قداسة ثم على قطع ما بات يربط ما بين الأب والإله من أواصر القربى. إن جهود هذين العاملين تظافرت أيضا لفك سحر ربع وافر من رياض الله وكذا لتدبير محكم لشعور الإنسان بوجوده ثم لترتيب مبرمج لمسالك الرغبة لديه.
ففي مجال علم الأمراض العقلية، لقد تعمد الطب العقلي مسلك الطب العام الذي، كي يحظى بمرتبة العلم، طعن بمشرطه قلب الشرائع السماوية الساكن في أحشاء الجثة.
وهكذا، فالنداء الذي وُجه للتحليل النفسي في هذه الوهلة، مفاده إخراج علم الأمراض العقلية من حالة التحجر الذي أقحمته فيها العلوم الطبية أنذاك. فكيف لا يرُد فرويد بالإيجاب على هذا النداء ؟ إنه يعلم علم اليقين أن التحليل النفسي لا يوطد المعارف التي تبغي الإتكاء عليه بقدر ما يهدم و يهزم المعتقدات التي تنوي الترميم به. إلا أن فرويد يتقدم متسترا. فهو لا يقدم ويعرض من التحليل النفسي إلا ما يرتضيه ويستصيغه سيد الآونة، ذاك السيد الرأسمالي والعلموي. فنجد فرويد يعرض عليه ما يميز التحليل النفسي من الجدة والجدية وما يصبوه من الرصانة العلمية. إلا أنه يعرف حق المعرفة أن ما يضمن للتحليل النفسي ثوريته الدائمة والتي تميزه عن سائر المعارف الأخرى هو اكتشافه لفعل الكبت في تكوين الحقيقة اللاشعورية. فلقد جرب بما فيه الكفاية فعالية سيرورة الكبت والتي كلما تمت معاينتها عياديا لدى شخص بالذات، فإنها تؤدي لامحالة الى تفسير وتأويل لكل مضمون ظاهر، عاديا تجلى أو مرضيا. وبالإجمال، يمكن القول بأن فرويد يضع من جهة، الخطاب التحليلنفسي ومن جهة أخرى، يضع كل الخطابات والتي يحظى التحليل النفسي بصددها بوظيفة المؤوِل.
... الى زمن لآكان
انطلاقا من هاذا التقسيم المزدوج والبسيط والذي يضع فيه فرويد التحليل النفسي مقابل كل العطاءات الخطابية، نمر معلاكان الى تقسيم أكثر تعقيدا. إلا أنه من اللازم، قبل التطرق الى منظور لاكان في هذه المسألة، التأكيد على أننا لسنا بعدُ في زمن فرويد المؤطر بتسخير الطبيعة وإنما في زمن الثورة البايولوجية التي تقدم الكائن الحي مفصلا الى أقصى جزئياته وذلك بواسطة تقنياتها العلمية المسخرة لخدمة السوق العالمية. فالرأسمالية الآن قد تعدت مرحلة إقتصاد القيمة الزائدة وتقتير اكتساب الخيرات الذي كان مفروضا على الكافة لفائدة أسياد قلة، إلى مرحلة التوزيع الشامل لوسائل الترفيه المعَدة سبقا لإشباع حاجات كل واحد واحد. وهكذا رويدا تنقلب عوالم الحياة الإنسانية الى مستوى كائنات يتم تعديلها بيولجيا بعدما كانت في السابق متزنة ومتوازنة تحت تأثير قوانين اللغة والعمران الإنسانيين. فهذا الفرد الذي تمت ترقيته في ماض قريب الى مرتبة الشخص المفكر، الحر والمستقل عن كل رباط، فإنه الآن يرقب بلا حول ولا قوة لديه، الإنتاج الصناعي والتوزيع التجاري لمختلف أعضائه وشتى نزواته. وهكذا حال الحياة الجماعية أيضا التي انحلت روابطها وتفككت عناصرها الى عدد لامتناهي من الأفراد لم يعد بالإمكان التمييز بينهم إلا من حيث أساليب ووسائل إشباع ما يلح لديهم من رغبات ونزوات.
ولهذا فإن تقسيم لآكان لأشاكال الخطاب لا يتسم، كما سبق قوله، بالتعقيد فحسب لكونه رباعي الأطراف وإنما لكون التحليل النفسي نفسه يشكل واحدا من هذه الخطابات وهو بذلك يعمل على تأويلها بقدر ما هو خاضع للتآويل الصادرة عنها والخاصة به.
من الطالب المهَستَر...
فهذا ما سأحاول تبيانه من خلال بعض الإشارات من حياتي الشخصية. يمكنني القول أنني منذ طفولتي المبكرة، اختبرت حدثا يمكن اعتباره الأن بمثابة انسلاخ مني عن الخطاب السائد والذي يمكن تسميته بعد لاكان بخطاب السيد. ففي خلال انخراطي في صلاة جماعية ضمت كلا من معلمي وتلاميذ المدرسة الإبتدائية، أثار انتباهي، وعمري لايتجاوز آنذاك السنة التاسعة، ما يعتور هذه العملية البالغة الأهمية في أنظار الكل من بهتان وتكلف واصطناع في نظري. بعد ذلك، حدث لدي ما يثبت لي قطعا درجة هذا الإصطناع وهذا الإفتعال وأنا منشغل بإقامة الصلاة منفردا من على سطح منزل أجدادي بالبادية. فماذا حصل ياترى ؟ وجدتني أتوقف بتاتا عن إتمام صلاتي، ليس خوفا أو رعبا لوجودي بحضرة العزيز الجبار، العلي القدير وإنما احتشاما من النظرات المازحة لطفلة جيراننا المتربصة بسطح المنزل القابل. أضف الى ذلك محاولاتي الأولى، والتي كللت بالنجاح أحيانا، آداء فريضة الصوم التي كان مفادها عندي منذ ذلك الوقت، ليس الأمل في احتجاز غرفة بنزل الفردوس الأبدي وإنما كل ما كنت أتوخاه بالأساس هو تفادي صدم ضمائر أهلي الموقرة واحترام اعتقاداتهم الراسخة.
وبعد سنوات خلت، حصل توقفي، في نهاية السلك الثاني للمرحلة الإعدادية، على مقرر الفلسفة وياله من تأثير حازم أوقعه فحوى هذا المقرر في بنائي النفسي وفي مساري الفكري ! فلقد شد انتباهي منه فصلان : فصل يتعلق بماركس وبمنظوره في الأقتصاد السياسي وفصل آخر يتعلق بفرويد وبنظريته في الجهاز النفسي. واهتمامي الخاص والمتميز بهذا الفصل الأخير يرجع بلا ريب الى ما طُبع به مزاجي من احتشام وتأمل، إضافة الى ما كان يشغل بالي آنذاك من اهتمامات عقلية وشطحات فكرية، وماكان يدمي وجداني من أوجاع نفسية وقروحات وجودية.
وعلى كل، فإن لقياي هذا بمقولة اللآشعور وبما انطوت عليه لديَ من ألغاز ورموز، احالها منذ ذلك الحين مقياسا مؤطرا وموجها لكل حساباتي واختياراتي الآنية والمستقبلية. ولقد علمت فيما بعد بأن مقرر الفلسفة هذا قد تم إنجازه وترتيب مضامينه من قِبل جماعة من الأساتذة الجامعيين المغاربة ذوي الإتجاه اليساري. فإنهم بذلك قد عملوا على غرس نقلة هذا النمط المعرفي برحابنا بعد أن قدم به العهد، فتفرعت أغصانه وطابت ثماره في رحاب أخرى سميت عادة ببلاد الغرب. فهذا الخطاب الجامعي الذي عمل هؤلاء الأساتذة الأفاضل على إرساء مضامينه وتثبيت برامجه وتحديد قواعده وضبط مناهجه وإجلال فوائده، قد أتى في حينه، بالنسبة لي وبالنسبة لآخرين مثلي عدة، لتوكيد الإطاحة المبرمجة منذ مدة، برأس الواحد ـالقهارـ المتحدث باسم الكل. فهكذا تدريجيا، تحول لدي وجه الواحد الأوحد الى وجه آخر لا يفوته غمضا ولا يدنوه جبروتا. ألا وهو وجه لاشعورنا الذي نجده امامنا أينما ولينا وجهنا.
إلا أن اجتيازي لشهادة الباكلوريا رافق بل وسهل انتقال قسط من هذا اللغز الى عرَض نفسبدني من بين أعراض مرضية مختلفة لا يسع الحديث عنها هنا. وقد عمل هذا العرض، الذي واكب بدايات دراستي الجامعية، على إطلاق رقصة الخطابات المتزامنة آنذاك والمتواجدة في رحبة التطبيبات. وههنا نرى المريض يستدعي الحلول المختلفة بل والمتناقضة بصضد عرَضه المؤلم والذي لم يعُد له به طاقة. فهاهو يستعطف ردود المختصين من مقامه كمريض، أي من موقع الخطاب الهستيري طبعا. فلقد رأيناه يجري نحو مصحات واختصاصيين عصريين كانوا أو تقليديين، راجيا شفاء مرضه من ِقبل أولآئك اللذين جعلهم الخطاب السائد، قديمه أو حديثه، في مقام المفتَرض فيهم حل ما لَمَََ من مآسي بهذه النفس المكلومة.
لقد أُوتِيَت الى المريض ردودُ وإجابات بقيت كلها واهية، لاحول لها أمام صلابة عَرضه المتعنت والممتنع عن كل المعارف والتقنيات المعدلة والجاهزة سبقا. إلا أن مريضنا هذا لم يقصر جهده في محاولته تحري موضوع رغبته الحق، الباني لعَرضه والمتستر خلفه في آن. وهكذا نراه قد استرسل بشغف في قراءات مسترسِلة لكتب عديدة يَذكر منها الأجزاء التي تفوق العشرة لكتاب ألف ليلة وليلة وكذا كتابات بعض من المختصين في علم الإناسة والتي تخص مسائل الحياة الجنسية لدى أقوام سميت عمدا وظلما بالبدائية والمتخلفة وأخرى سمت نفسها تيها وجبروتا بالمتحضرة والمتقدمة. ويذكر أيضا فيما قرأه بشراسة، كتاب فرويد المتعلق بمحاولاته الثلاث حول النظرية الجنسية الطفولية. ولقد شد فحوى هذا الكُتيب بال مريضنا آنذاك لدرجة جعلته يحلم بكونه أول من سيسعده الحظ بنقله الى لغة آبائه وأجداده.
وبعد ذلك وخلال بداية دراستي الجامعية، شاء الحظ أن يعترض طريقي مقالة بعنوان "فرويد ولآكان" كتبها لويس آلتوسير، أحد كبار أسماء الجامعة الفرنسية خلال الثلث الأخير للقرن المنصرم. فقراءتي لهذا النص جعلتني توا أحس بشدة ان اللغز/العرض الذي شاء قدري ان أنوء تحت ثقله، سوف يجد بين أتباع فرويد ولاكان من يفك كنهه ويخفف من وطاته على عاتقي المُرهق والمُضني....
أثناء تنقلي بين حلقات الجدل السياسي التي شد ما عملت على هز أفئدة طلاب الحي الجامعي لمدينة فاس وعلى حفز قدراتهم النقدية والسجالية، وقع نظري، من بين الكتب المعروضة للبيع مفروشة أرضا، على كتاب للاكان عينه، كتاب اقتنيتُه بسرعة أذهلتني ووعدت نفسي بقراءته في الحين حتى أتفقه مكنونه فأجد لابُد ما يساعدني على فك ألغاز ما يعتورني من اضطراب وكدر. فما أسرع ما خاب أملي في سبر أغوار معانيه لما يكتنفه من غموض ظاهري إبتداءا من عنوانه : "كتابات". فوجدتني آنذاك مضطرا آسفا لِتركه جانبا مع أملي في أن تتوفر لدي في مستقبل قريب، كل القدرات والكفاءات اللغوية والمعرفية لتفكيك ألغازه واستبيان معانيه....
... إلى الأستاذ مريد التحليل
فما عرضتُه حتى الآن بإجمال مفرط ربما قد يكفي لتبيان الكيفية التي تم من خلالها تواكب وتعاقب مختلف أنماط الخطابات في مسار حياتي الفتية. وإني كذلك في إطار وظيفتي كمحلل نفساني من جهة وكأستاذ جامعي من جهة أخرى، لأعمل جاهدا على أن تستمر حلْقة الخطابات هذه في دورانها الدءوب وفي تواترها المُنَشّٓط لبعضها البعض.
فيمكن القول بأن الجامعة هي المؤسسة التي تعمل على جمع ثم تلقين المعارف والمناهج والتقنيات التي تم الإتفاق عليها ثم إبرازها من قبل الإيديولوجيا السائدة (خطاب السيد) بصفتها المعارف الأصلح والأفيد في تكوين وإعداد الأجيال الصاعدة. إلا أن الدور الأساسي لهذه المؤسسة ينحصر في تصنيف هذه المعارف رُزَما وأقساطا ثم عرضها على كل مُريد بشكل يجعلها تبدو وكأنها مستقلة في تكوينها ومضامينها ومبتغاها عن إرادة وسطوة سيد الساعة.
ولَكَم استفاد التحليل النفسي منذ أيام فرويد حتى الآن من هذا المنبر الأعلى للإدلال بفوائده الفذة ونشر تعاليمه المحكمة. فمن خلاله تم ويتم تدريس نظريات التحليل النفسي ومفاهيمه كما يتم تدريسها في المرافق المعدة خصيصا لذلك، معاهد كانت أم مدارس. إلا أنه إذا كان من الممكن تدريس هذه النظريات هنا أو هناك، فإن ما يتم استيعابه فعلا بخصوص كنه وحقيقة التحليل النفسي لا يحصل بتاتا عن طريق التلقين النظري المبثوث على العموم والجُملة وإنما يحصل بواسطة التجربة التحليلنفسية التي يخضخ لها الفرد بحد ذاته والتي تؤدي به في آخر المطاف، زيادة على خفض الآلام العالقة باعراضه، الى مقابلة و تَحَمل وظيفة الإخصاء وما ينجم عنها من استجلاء للرغبة الحقة لديه. بمعنى آخر، إن تدريس التحليل النفسي خارجا وبعيدا عن واقع التجربة التحليلية نفسها ـ وإن كان هذا التدريس يعطَى من طرف محلل نفساني خبير ـ فإنه لامحالة ينضوي تحت راية الخطاب الجامعي الذي يُسخر نفسه لخدمة سيد الآونة، الآمر والناهي. فالهم الأول لهذا الخطاب الجامعي يكمن في وضع كل المعارف المتعارف عليها في مرتبة الصدارة بل ومحل القيادة. وهو بهذا السبيل يود إثبات أن هذه المعارف في تركيبتها وفعاليتها لا تخضع لخطاب السيد، أي لسطوة الإيديولوجيا السائدة والمسيطرة. إن هذا الخطاب يقوم بتقسيم فائض المتعة التي يلهث وراءها تلاميذ وطلبة. إنه يقسط هذا المتعة إربا إربا ويقدما لمريديها على شكل معارف مقسطة ومرتبة في ديبلومات متراتبة. فهو يصبو في نهاية المطاف الى إنتاج أفراد متوحدين ومتماهين بأقساط معرفية تم ابتلاعها بسهولة أو بشدة ومختفين وراء شهادات نيلت بيسر أو بصعوبة. فهذا الخطاب يهدف الى إنتاج أفراد يتم أعدادهم لمهمة ما، إلا أننا نجدهم في بعض الأحيان يقفون محبطين ومشدوهين أمام معارف مختلطة تدعي العلم بصدد كل شيء ولا شيء بالذات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق