أحدث المشاركات

إعلان أعلى المشاركات

ضع إعلانك هنا

الجمعة، 27 يوليو 2018

لاكان جاك (1901-1981)




لاكان جاك (1901-1981).[4] محلل نفسي فرنسي ولد في باريس وتوفي بها. اشتهر بقراءته التفسيرية لسيغموند فرويد ومساهمته في التعريف بالتحليل النفسي الفرويدي في فرنسا في الثلاثينيات من هذا القرن، وبالتغيير العميق الذي أحدثه في مفاهيم التحليل النفسي ومناهجه.[5]
درس لاكان الطب وحصل على دكتوراه الدولة عام 1932 في أطروحة بعنوان "عن الذهان البارانوئي في علاقاته بالشخصية"[6]، او "حالة ايمي"، وهي امرأة تبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما، حاولت طعن الممثلة الشهيرة انذاك هيغيت دوفلوس، فتم القبض عليها وسجنت. وفي أطروحته (1932) نشر مقاطع مختارة من "إيمي" - اسم بطلة الرواية الاسقاطية التي كانت المريضة تكتبها. اضافة إلى الصورة الكلاسيكية للذهان البارانوئي، لاحظ لاكان ما اعتبره حاسما في هذا الخصوص وهو: تراجع حالة التوهم المرضي بشكل كبير بعد عشرين يوما من السجن. نظر لاكان إلى هذا التطور كدليل على الطبيعة الحادة لمرضها. وقام من خلال ربط فعلها الإجرامي بذاك التحسن الملحوظ باكتشاف معنى امراضيتها النفسية واقتراح فئة تشخيصية جديدة سماها: "بارانويا العقاب الذاتي"[1]. تعد هذه الدراسة بداية اكتشاف لاكان لحقل جديد من الامراضيات النفسية لم تكن جزء من الطب النفسي التقليدي السائد انذاك في فرنسا. وقد استطاع خلال الخمسين عاما التالية أن يجمع إلى ممارسته للطب النفسي قراءات واسعة ومدققة في أعمال فرويد وفي حقول الفلسفة والأدب واللغويات والرياضيات. وفي 1953 بدأ في إعطاء حلقات دراسية منتظمة في جامعة باريس أكسبته شهرة واسعة. ثم توطدت سمعته بعد نشر مقالاته في كتاب بعنوان كتابات (1966).


حلقات جاك لاكان الدراسية (les Seminaires): [2]


قدم جاك لاكان مجموعة من الحلقات الدراسية بمعدل حلقة واحدة في السنة، بجلسات اسبوعية بداها في مستشفى سانت ان [3] بين عامي 1953و 1980 . تم تسجيلها وجمع معظمها لاحقا في كتب نشرت في اوقات مختلفة. لايزال هناك اختلاف بين المدارس اللاكانية المختلفة على المحتوى النصي لتلك الحلقات الدراسية.


إحدى أهم الإضافات التي قدمها لاكان في تحليلاته النفسية اعتماده على اللغة بوصفها مبنينة كما اللاوعي، مما أثر بدوره في الدراسات اللغوية والأدبية. كما أنه أعاد تفسير أعمال فرويد متكئا على علم اللغة البنيوي كما تطور لدىفرديناند دي سوسير ورومان ياكبسون وغيرهما، فقد اأعاد تفسير الكثير من مقولات فرويد حول الدافع الجنسي من زاوية اللغة وعلاقة الدال بالمدلول عند سوسير.
عاشر السورياليين والفلاسفة الذين كان دائمًا مهتمًا بهم (وخاصةً منهم هيغل وهايدغر)، وكذلك كان يهتم بالشعراء (وخاصة منهم مالارميه ورونيه شار). كانت أولى مساهماته الهامة في النظرية التحليلية، في الثلاثينات من القرن العشرين، هي محاولته رصد ما أسماه "طور المرآة" (وهي تلك اللحظة التي يتماهى فيها الطفل للمرة الأولى مع صورته في المرآة) كمكوِّن للأنا بوصفها مكاناً ل"الاستعراف الخاطئ" méconnaissance.
مخالفًا المدرسة الأمريكية للتحليل النفسي التي كانت سائدة في الخمسينات، والتي كانت تسعى لجعل الفرد متكيفًا مع المجتمع القائم، أعاد لاكان التذكير (عام 1953، "تقرير روما" الذي كان بعنوان دور ومجال الكلام واللغة في التحليل النفسي) بأن الشفاء لا يتم إلا عن طريق اللغة. طرد عام 1964 من الجمعية الدولية للتحليل النفسي، وأسَّس عام 1964 مدرسته الخاصة التي أسماها مدرسة باريز الفرويدية، حيث ركز جلَّ اهتمامه – وخاصة من خلال الحلقات الدراسية التي بدأ بإقامتها بدءًا من العام 1953 – على ما أسماه العودة إلى فرويد، وكذلك على إعداد المحللين، وعلى إنشاء نظام مراقبة يتبعه الممارسون ويتيح المجال لتجاوز صرامة التسلسلات الهرمية التقليدية.


عام 1966، جمعت كتاباته (كتابات Ecrit) التي قدَّم فيها، مستلهمًا من المفاهيم البنيوية للسانيات ("حيث يتخذ اللاوعي شكل اللغة") وكذلك من الرياضيات، مفهومًا جديدًا للنظريات الفرويدية أعطى فيه المكانة الأولى للبعد الرمزي، معتبرًا أن "المستحيل" هو الواقع. وهذا ما بيَّنه من خلال "الغرض(المسمى) بألف الصغيرة objet petit a" التي جعل منها الغرض القادح للرغبة. لاقت هذه الـكتابات، رغم صعوبتها، رواجًا كبيرًا في الأوساط الثقافية، ما جعل من لاكان شخصيةً عامةً يمتدحها البعض ويكرهها البعض الآخر. كما أصبحت حلقاته الدراسية، التي انتقد فيها لممارسته جلسات علاجية متفاوتة من حيث مدَّتها، تتابع بشكل دؤوب. لكن هذا لم يمنع من أن نظريات لاكان – وبغض النظر عن الأتباع الذين كان يجتذبهم إلى حلقات دراساته النفسية – لاقت رواجًا في مجالات الأدب والفن وعلوم اللغة. لهذا السبب، ومن أجل تجاوز ذلك الإغواء الذي أصبح يمارسه – والذي ارتبط بالنسق غير الواضح "للبنيوية" التي كان يدعو إليها –، حلَّ لاكان عام 1980 مدرسته الفرويدية مستبدلاً إياها بما أسماه القضية الفرويدية التي ترافقت مع توقف إصدار مجلة سيليست التي كان قائمًا عليها. تعرضت كتابات لاكان، وكذلك المجلدات التي تضمنت حلقاته وبينت تعاليمه وممارساته التطبيقية، لانتقادات لاذعة من قبل علماء نفس ولغويين وفلاسة كبار (كدولوز وليوتار). لكن، رغم ذلك، ليس بوسعنا أن ننكر أن لاكان، الذي برهن أن التحليل النفسي ليس قصة مغلقة، قد حاول تبيان ما يمكن أن يتضمنه من جانب تخريبي، مجبرًا بذلك الفلاسفة أنفسهم على إعادة قراءة فرويد لكن بصرامة أكبر.


مراجع
1 ^ http://www.nndb.com/people/391/000115046/
2^ وصلة : معرف ملف استنادي متكامل  — تاريخ الاطلاع: 25 يونيو 2015 — الرخصة: CC0
3 ^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb119104423 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
4 ^ Lacan, Jacques | Internet Encyclopedia of Philosophy نسخة محفوظة 15 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
5^ Jacques Lacan (Stanford Encyclopedia of Philosophy)
6 ^ "De la psychose paranoïaque dans ses rapports avec la personnalité"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

روابط الصفحات الاخرى

زوارنا من العالم

Free counters!

عن الموقع

مدونة التحليل النفسي اليوم هي مبادرة تهتم بالبحث في التحليل النفسي و محاولة لاثراء الثقافة التحليلية النفسية في العالم العربي من خلال تتبع و نشر كل ما يتعلق بالتحليل النفسي كعلاج نفسي و كنظرية

1

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *