إن "رجل الجرذان" يحتل في تاريخ التحليل النفسي مكانة تعادل في الأهمية تلك التي تحتلها أشهر الشخصيات الروائية. والواقع أن تحليل شخصية "رجل الجرذان" التي يتناولها هذا الكتاب، يتخذ، من أكثر من جانب، طابع السرد الروائي، مما يجعل مطالعته مشوقة حتى بالنسبة إلى القارئ غير المتآلف مع أدبيات التحليل النفسي.
ولهذا النص قيمة نظرية كبرى، فالعصاب الوسواسي، الذي كان يعاني منه رجل الجرذان، هو من أخطر الأمراض العصابية ومن أكثرها شيوعاً. والوسواس هو من الأعراض النفسية المعروفة والموصوفة منذ أقدم الأزمنة. فلماذا يكون الإنسان "موسوساً"، وما دلالة وساوسه، وبالأحرى ما ترجمتها؟ إن هذه وغيرها من الأسئلة يقدم عنها هذا الكتاب أجوبة باهرة.
1/-بطاقة الحالة:· الطلــــــــــــــب:
- كان الطلب من – بول – حيث قدم نفسه إلى فرويد قائلا أنه قد عانى من القهور (أفكار و دوافع قهرية بصفة مستمرة منذ طفولته). وقدا اشتدت هذه المعاناة بصفة خاصة في السنوات الأربع الأخيرة.
· بطاقة تعريف العميل:
- الاسم: بول. السن 26سنة.
- شاب جامعي حاد الذكاء.
- دخل المدرسة وعمره 08سنوات.
- عدد الإخوة ثلاثة.
· السوابق العائلية:- الأب رجل ممتاز، قبل الزواج كان فقيرا لكن بعد تعرفه على أم بول ، وزواجه منها أصبح غنيا، كان يشتغل ضابطا في الجيش. توفى بسب إنتفاخ رئوي.
- بالنسبة للأم فكانت من عائلة ثرية.
- الأخ أصغر من بول بعام ونصف، كان أكثر وسامة وجاذبية و ذكاء من بول هذا الأخير كان يغار منه في صغره.
- الشقيقتان لم يذكر لنا فرويد أي معلومات عن نوعية العلاقة مع بول ، إحدى شقيقاته توفيت عندما كان بول في الخامسة من عمره.
· السوابق الشخصية:- إنتصاب في حوالي 06 سنوات و إستمناء.
- الإستمناء كان في السن 21 سنة (ممارسة الإستمناء مباشرة بعد وفاة الأب).
- أول إتصال جنسي كان في 26 من عمره.
- أصيب بمرض الديدان الشرجية.
2/-عــــــــــــرض الحالة (حكاية العميل):رجل ما يزال في شبابه جامعي التعليم، قدم نفسه إلى فرويد قائلا أنه عانى من القهور بصفة مستمرة منذ طفولته كانت السمات الأساسية في إضطرابه أنه يشعر مخاوف من أن ينزل شيء مكروه بشخصين يحبهما حبا شديدا، أبيه وسيدة كان يحبها في إجلال ، أضف إلى ذلك أنه كانت تنشأ عنده تحريمات أحيانا ما تتصل بأمور تافهة و قد قضى سنوات يناضل ضد أفكاره هذه الأمر الذي جعله متخلفا في الحياة.
بالنسبة للمرحلة الفمية لم يذكر لنا فرويد أي معلومات، و أيضا عن طبيعة الحمل ، إن كانت الأم ترغب فيه أم لا.
في المرحلة الشرجية قساوة الأب و عاملته كانت عنيفة جدا، بدأ حياته الجنسية باكرا جدا، حيث كان في عمر 4-5 سنوات ينام مع مربيته الشابة التي كان عمرها آنذاك 23سنة حيث كانت تسمح له هذه الأخيرة بالعبث بأصابعه في عضوها التناسلي و جاءت مربية، أخرى وكانت تسمح له بملامسات جسدية.
ظهر عنده الإنتصاب في 06 سنوات على حد قول العميل، عندما كنت في السادسة من عمري كنت أعاني بالفعل من الإنتصاب، وأذكر ذات مرة أني ذهبت إلى أمي أشكو لها من الإنتصاب.
وكان من عاداتي في ذلك الوقت أن تستبدني فكرة مرضية مفادها أن أبواي يعرفان أفكاري ، وقد فسرت ذلك لنفسي بأن إفترضت بأنني لا بد وأن أكون قد نطقت بها بصوت عال دون أن أسمع نفسي و أنا أنطق بها.
بالنسبة للإستمناء لم يلعب دور كبير في طفولته ولكنه عاوده في سن 16.
أول علاقة جنسية لبول كانت في 26 من عمره حيث تعرف على إمرأة في إحدى المصحات للعلاج بالمياه، حيث أتاحت له ممارسة منتظمة للإتصالات الجنسية، و بصفة عامة كانت حياته الجنسية فقيرة على حد قوله فالإستمناء لم يلعب فيها غير دور ضئيل في عامه 16 و 17.
أصيب بإستطلاع شديد و متحرق لمشاهدة البدن الأنثوي ، وبالتالي الرغبة في رؤية النساء عاريات على حد قول العميل "كانت هناك خادمات يعجبنني كثيرا وكانت لدي رغبة شديدة جدا في أن أراهن عاريات، ولكني كنت و أنا أشعر بهذه الرغبة و كأنه يتحتم علي أن أفعل كل شيء لأمنع هذا الأمر من أن يقع".
و إجابة عن سؤال قدمه له فرويد أعطيني مثالا عن هذه المخاوف قال العميل: مثلا من يموت أبي، ويستطرد قائلا: ومنذ سن جد باكرة ، ولسنوات طويلة كانت الأفكار عن موت أبي تشغل ذهني و تسبب لي إكتئابا شديدا، علما أن الأب الذي كانت أفكار المريض القهرية تدور حوله حتى الوقت الحالي كان قد مات قبل ذلك بسنوات عديدة.
أما فيما يخص أخ بول الأصغر كثيرا ما كانا يتعاركان و هما طفلين ويقول العميل " بالغم من أننا كنا لا نفترق و كان كل واحد منا مغرم بالآخر، لكني كنت ببساطة أمتلئ غيرة منه لأنه كان أكثر مني قوة و أكثر وسامة، ومن ثمة كان يحظى بالتفضيل"
ويصف العميل كذلك حادثة وقعت له عندما كان في الثامنة من عمره حيث كان لديهما بندقيتين للعب من النوع العادي، فيقول العميل: " ملأت بندقيتي بعصا تنظيف البندقية، وقلت له أن ينظر من داخل البندقية ليرى شيئا و بينما كان ينظر داخل البندقية ضغطت على الزناد، فجاءت الضربة في جبهته و لكنها لم تصبه بأذى، ولكن كان في الواقع في نيتي أن أؤذيه جدا ، وبعد ذلك ألقيت نفسي على الأرض و سألت نفسي كيف كان من الممكن أن أفعل شيئا كهذا ، ولكني فعلت ذلك"
فيما يخص أب العميل كان رجلا قاسيا، كان قبل زواجه صف ضابط ، وكمخلفات لتلك الفترة من حياته إحتفظ بصرامة عسكرية، ويميل كذلك إلى إستخدام إلى اللغة الفاحشة، وإضافة إلى ذلك كان يتميز بروح الفكاهة الودية، وبتسامح عطوف إتجاه أقرانه، كما أنه كان يعرض أطفاله إلى أشد العقوبات عندما كانت تغلب عليهم الشقاوة في صغرهم. ولكن عندما كبروا كان يتميز عن غيره من الآباء بأنه لم يحاول أن يفرض نفسه عليهم كسلطة قدسية.
أما أمه فنشأت في أحضان أسرة ثرية ، وكانت تلك الأسرة من أصحاب المصانع الكبرى و كان أبوه على إثر زواجه من أمه قد عمل في مصانع هذه الأسرة إذ أنه لم يبلغ ما بلغ إليه من ثراء فاحش إلا بفضل زواجه، وقد عرف العميل أن أباه قبل أن يعرف على أمه قد تقدم إلى فتاة جميلة ، لكنها معدمة من أسرة متواضعة نفس الشيء حدث مع العميل حيث كان يحب فتاة فقيرة جدا، لكن أمه قالت له ذات يوم أنها تبحث أمر مستقبله مع أقربائها الأثرياء، وأن واحد من أبناء عمومتها كان قد أعلن عن إستعداده لأن يزوجه من إحدى بناته عندما يفرغ من تعليمه.
أب العميل توفي بسبب إنتفاخ رئوي، بعد ذلك إنخرط العميل في الجيش و كان ضمن الضباط الإحتياطيين و هناك صادف عدة حوادث.
بداية إلتقى بنقيب تشيكي الاسم حيث ولع بالقسوة وكثيرا ما دافع عن إدخال العقوبات البدنية ، وحسب العميل فقد كان هذا الأخير يعارضه كثيرا.
ويواصل العميل " أثناء الإستراحة خضنا في حديث أخبرني النقيب خلاله أنه قد قرأ عن عقوبة مروعة بشكل خاص شائعة في الشرق ". وتوقف العميل عن الكلام، وهنا فصل فرويد كل ما لديه لكي يحدس الدلالة لأي تلميحات يقدمها له، وعلى ما يبدو فإن هذه العقوبة كانت بتقييد المحكوم عليه و في مؤخرته أو شرجه كان يقلب وعاء به فئران.
وخطرت فكرة بباله أن تلك العقوبة كانت تحدث لشخص عزيز عليه و بما أن والده قد توفي فتبين أن ذلك الشخص الذي كانت تتجه إليه تلك الفكرة هو السيدة الشابة التي كانت تحظى بإعجابه.
وذات مرة حين كان العميل يزور قبر أبيه رأى حيوانات ظنه فأرا ينحدر من فوق القبر.
أما الحادثة الثانية فيرويها العميل كالتالي: "ذات مرة إنطلقنا في مسيرة قصيرة، وفي أثناء الإستراحة فقدت نضارتي الأنفية ، ولكنني أبرقت (بعثت برقية) إلى نظاراتي الخاص في فينا ليبعث إلي بنضارة أخرى مع عودة البريد"
و في مساء اليوم التالي وصل نفس النقيب طردا وصل بالبريد وقال له الملازم : أدفع عنك الرسوم و ينبغي أن تسددها له ،وقد كان بالطرد النضارة الأنفية التي أبرق في طلبها، وقد تخلق في نفسه في تلك اللحظة جزاءها على التهديد ، ينبغي ألا أسد هذه الرسوم و إلا فإن ذلك سيحدث(أي أن أخيولة العقوبة بالفئران سوف تتحقق بالنسبة لأبيه ولسيدته الشابة).
و بإنتهاء المناورة بيومين قضى تلك الفترة في الإجتهاد ليسدد للملازم -A- مبلغه الضئيل، فقد أعطى لضابط آخر كان في طريقه إلى مكتب البريد كي يقوم له بالسداد لكن عندما أعاد له النقود أحس بالراحة.
وحتى عامه 14و 15 كان متدينا ومتزمتا، و في الجلسة المقبلة عقد بول العزم على أن يخبر فرويد بشيء مهم وسبب له الإنتفاخ الرئوي قبل ذلك بتسع سنوات وذات مرة و قد كان يعتقد أن الأمر عند أبيه لا يعدو أن يكون مجرد أزمة فسأل الطبيب متى يزول الخطر ، و قد كانت إجابة الطبيب مساء بعد غد ، فلم يخطر بباله أن أباه لم تمتد به الحياة إلى هذا الموعد و في الحادية عشر مساءا رقد يستريح ، وعندما إستيقظ في الواحدة صباحا أخبر طبيب صديق أن أباه قد مات، وقد أنب نفسه على أنه لم يكن حاضرا أثناء وفاته و قد إشتد تأنيبه عندما أخبرته الممرضة أن أباه قد نطق إسمه مرة في الأيام الأخيرة ، فقال لهل وهي تتقدم إلى سريره: هل أنت بول؟.
و بعد ذلك أصبح معوق بشكل خطير عن العمل: وقال لفرويد بأن الشيء الوحيد الذي مكنه من أن يمضي في الحياة في ذلك الوقت إنما كان ذلك العزاء الذي كان يتلقاه من صديقه الذي، كان كثيرا ما يسمع عنه تأنيباته الذاتية عند إسرافها في المبالغة .
وفي الجلسة التالية أخبر فرويد بأنه يتحتم عليه أن يذكر له حادثة وقعت له في طفولته فمنذ السابعة من عمره كان لديه خوف من أن يحدس أبواه أفكاره، وهذا الخوف قد لازمه في الواقع طيلة حياته وعندما بلغ الثانية عشر كان يحب صبية صغيرة هي شقيقة صديق له ، وإجابة عن سؤال قال: بأنه لم يكن يحبها حبا شهويا، ولم يكن يشعر بالرغبة في أن يراها عارية لأنها كانت صغيرة جدا ، لكنها لم تظهر له فكرة بأنها يمكن أن تكون أكثر حبا له لو نزلت به كارثة و كمثال لهذه الكارثة موت والده قد فرض نفسه عليه.
وفي الجلسة السابعة استأنف المريض من جديد الحديث في نفس الموضوع، قال إنه لا يستطيع أن يصدق بأنه كانت لديه يوما مثل هذه الرغبة ضد أبيه و أسترسل يقول بأنه يذكر رواية للكاتب -سود رمان- تركت في نفسه إنطباعا عميق، هذه الرواية تصور إمرأة إستشعرت و هي تجلس إلى فراش أختها المريضة الرغبة في أن تموت أختها هذه بحيث تتمكن هي بعد موتها من أن تقترن بزوجها أو على إثر ذلك إنتحرت المرأة إعتقادا منها بأنها ليست جديرة بالحياة بعدما هوى بها الإثم إلى هذه الخساسة، قال إن بوسعه أن يفهم ذنبه و أنه لن يكون إلا عدلا أن تنسب أفكاره في موته هو لأنه لا يستحق أقل من ذلك.
ومضى المريض يذكر أن مرضه قد إستفحل به درجة خطيرة منذ موت أبيه، وواصل العميل سرده للأحداث فقال ذات مرة ضاعت عليه ثلاث أسابيع بدون مذاكرة بسبب تغيب السيدة الشابة التي كان يحبها كانت قد سافرت لتمريض جدتها التي إشتد عليها المرض ، وبينما كان مستغرقا جزء عويص من مذكراته خطرت له الفكرة التالية: "لو تلقيت أمرا بأن تؤدي إمتحانك عن هذه الفترة الدراسية في أول فرصة تسنح، فيمكنك أن تتدبر بحيث تطيع الأمر ، ولكنك إذا تلقيت أمرا بأن تقطع رقبتك بسكين فماذا أنت فاعل ".
و فجأة أحس بأن هذا لأمر قد صدر إليه بالفعل و إندفع إلى خزانة الملابس يفتش عن السكين و عندئذ خطرت له الفكرة " كلا ليست المسألة بهذه البساطة، ينبغي أن تذهب فتقتل هذه العجوز"، وعلى إثر ذلك سقط على الأرض في مكانه مرتعبا، وواصل المريض حديثه قائلا، ذات يوم بينما كان في رحلة إجازة صيف خطرت له فجأة فكرة أنه مسرف البدانة و أنه يتحتم عليه أن ينقص وزنه ومن هنا بدأ يغادر المائدة قبل توزيع الحلوى و يندفع في الطريق بدون قبعة في الحرارة الحارقة لشمس أوت ثم يشرع في تسلق الجبل و هو يجري فلا يتوقف غلا بعد أن يغرقه العرق، وفي إحدى المناسبات برزت نواياه الإنتحارية عارية من وراء هوسه هذا في أن ينقص من وزنه، فبينما كان يقف ذات يوم على حافة جرف شديد الانحدار تلقى فجأة الأمر بأن يقفز إلى الأسفل، مما كان يؤدي به إلى الموت حالا.
و ذات مرة وقد كان يسير في الطريق إرتطمت قدمه بحجر ملقى في الطريق فتحتم عليه أن يحمله بعيدا عن الطريق لأن فكرة خطرت له بأن عربة حبيبته سوف تمر بعد ساعات في هذا الطريق، ويمكن أن تتعرض لحادثة بسبب هذا الحجر، ولكن بعد دقائق قال لنفسه بأن ذلك سخف وتحتم عليه أن يعود ثانية ليعيد الحجر إلى مكانه الأصلي في منتصف الطريق.
3/-الأعـــــــــــــــــــراض: · أفكار تسلطية بتلصصية حيث كانت له رغبة شديدة في التطلع على جسم النساء عاريات، وكذلك الخوف المريع من أن يحدث شيء خطيرة للأب أو السيدة الشابة التي كان يحبها.
· إستشعار حفزات قهرية مثلا: أن يقوم بقطع رقبته بسكين.
· الشعور بالذنب المبالغ فيه حيث كان له تأنيب كبير عن وفاة أبيه، حيث كان لا يعترف بوفاة أباه ولكنه لما إعترف بوفاته إزدادت تأنيبات ضميره كما كانت قد نشأت عنده تحريمات تتصل بأمور تافهة تماما.
· العدوانية حيث كان يتسم بنوع مكن العدوانية سوءا كانت ذاتية أو غيرية فالعدوانية الذاتية تظهر عندما ظهرت راودته فكرة بأن يقطع رقبته بسكين، وذلك بسبب غياب السيدة الشابة التي كان يحبها عنه و إنشغالها بتمريض جدتها.
· أما العدوانية الغيرية فتتمثل إتجاه والده و تمنيه بأن يتوفى و عدوانيته إتجاه العجوز أي جدة حبيبته حيث خطرت بباله فكرة وهي أن يذهب ويقتلها بعدما حاول قطع رقبته بسكين، و عدوانيته كذلك إتجاه أخيه الوسيم في صغره حيث كان يلعب بالبندقية و فال لأخيه أنظر هناك شيء ما ، وبينما كان ينظر إلى البندقية ضغط على الزناد، فجاءت الضربة في جبهة أخيه و كانت نيته أن يِؤذيه و كانت لديه حفزات إنتقامية أيضا من الفتاة التي كان يحبها أخوه.
· أفكار قهرية ترتبط بالخرافة و تتمثل في لو أنه تزوج من الفتاة الشابة فغنه سوف يحل مكروه و بوالده في الآخرة.
· التفكير الخرافي: حيث كان بول يؤمن بالخرافة و ذلك على الرغم مما كان عليه من تعلم عال وثقافته واسعة مع ذلك فإن إيمانه بالخرافة كان إيمانا رجل مثقف فكان يتجنب الخرافات السوقية و لكنه كان يؤمن بأحلام النبؤة على سبيل المثال.
4/-الإشكــــــــــالية:- من خلال عر ض حالة رجل الفئران جعلنا نطرح التساؤلات التالية:
- ما هي مستويات التثبيت؟ ما هو نوع القلق؟ أين الصراع رفي الجهاز النفسي؟ وما هو نوع العصاب؟
5/-مستوى التثبيت:لدى العميل تثبيت أولي في المرحلة القضيبية، وتثبيت ثانوي في المرحلة السادية الشرجية. ونوع القلق هو قلق الخصاء.و الصراع بين الدوافع في الأنا و الأنا الأعلى.
- كان الطلب من – بول – حيث قدم نفسه إلى فرويد قائلا أنه قد عانى من القهور (أفكار و دوافع قهرية بصفة مستمرة منذ طفولته). وقدا اشتدت هذه المعاناة بصفة خاصة في السنوات الأربع الأخيرة.
· بطاقة تعريف العميل:
- الاسم: بول. السن 26سنة.
- شاب جامعي حاد الذكاء.
- دخل المدرسة وعمره 08سنوات.
- عدد الإخوة ثلاثة.
· السوابق العائلية:- الأب رجل ممتاز، قبل الزواج كان فقيرا لكن بعد تعرفه على أم بول ، وزواجه منها أصبح غنيا، كان يشتغل ضابطا في الجيش. توفى بسب إنتفاخ رئوي.
- بالنسبة للأم فكانت من عائلة ثرية.
- الأخ أصغر من بول بعام ونصف، كان أكثر وسامة وجاذبية و ذكاء من بول هذا الأخير كان يغار منه في صغره.
- الشقيقتان لم يذكر لنا فرويد أي معلومات عن نوعية العلاقة مع بول ، إحدى شقيقاته توفيت عندما كان بول في الخامسة من عمره.
· السوابق الشخصية:- إنتصاب في حوالي 06 سنوات و إستمناء.
- الإستمناء كان في السن 21 سنة (ممارسة الإستمناء مباشرة بعد وفاة الأب).
- أول إتصال جنسي كان في 26 من عمره.
- أصيب بمرض الديدان الشرجية.
2/-عــــــــــــرض الحالة (حكاية العميل):رجل ما يزال في شبابه جامعي التعليم، قدم نفسه إلى فرويد قائلا أنه عانى من القهور بصفة مستمرة منذ طفولته كانت السمات الأساسية في إضطرابه أنه يشعر مخاوف من أن ينزل شيء مكروه بشخصين يحبهما حبا شديدا، أبيه وسيدة كان يحبها في إجلال ، أضف إلى ذلك أنه كانت تنشأ عنده تحريمات أحيانا ما تتصل بأمور تافهة و قد قضى سنوات يناضل ضد أفكاره هذه الأمر الذي جعله متخلفا في الحياة.
بالنسبة للمرحلة الفمية لم يذكر لنا فرويد أي معلومات، و أيضا عن طبيعة الحمل ، إن كانت الأم ترغب فيه أم لا.
في المرحلة الشرجية قساوة الأب و عاملته كانت عنيفة جدا، بدأ حياته الجنسية باكرا جدا، حيث كان في عمر 4-5 سنوات ينام مع مربيته الشابة التي كان عمرها آنذاك 23سنة حيث كانت تسمح له هذه الأخيرة بالعبث بأصابعه في عضوها التناسلي و جاءت مربية، أخرى وكانت تسمح له بملامسات جسدية.
ظهر عنده الإنتصاب في 06 سنوات على حد قول العميل، عندما كنت في السادسة من عمري كنت أعاني بالفعل من الإنتصاب، وأذكر ذات مرة أني ذهبت إلى أمي أشكو لها من الإنتصاب.
وكان من عاداتي في ذلك الوقت أن تستبدني فكرة مرضية مفادها أن أبواي يعرفان أفكاري ، وقد فسرت ذلك لنفسي بأن إفترضت بأنني لا بد وأن أكون قد نطقت بها بصوت عال دون أن أسمع نفسي و أنا أنطق بها.
بالنسبة للإستمناء لم يلعب دور كبير في طفولته ولكنه عاوده في سن 16.
أول علاقة جنسية لبول كانت في 26 من عمره حيث تعرف على إمرأة في إحدى المصحات للعلاج بالمياه، حيث أتاحت له ممارسة منتظمة للإتصالات الجنسية، و بصفة عامة كانت حياته الجنسية فقيرة على حد قوله فالإستمناء لم يلعب فيها غير دور ضئيل في عامه 16 و 17.
أصيب بإستطلاع شديد و متحرق لمشاهدة البدن الأنثوي ، وبالتالي الرغبة في رؤية النساء عاريات على حد قول العميل "كانت هناك خادمات يعجبنني كثيرا وكانت لدي رغبة شديدة جدا في أن أراهن عاريات، ولكني كنت و أنا أشعر بهذه الرغبة و كأنه يتحتم علي أن أفعل كل شيء لأمنع هذا الأمر من أن يقع".
و إجابة عن سؤال قدمه له فرويد أعطيني مثالا عن هذه المخاوف قال العميل: مثلا من يموت أبي، ويستطرد قائلا: ومنذ سن جد باكرة ، ولسنوات طويلة كانت الأفكار عن موت أبي تشغل ذهني و تسبب لي إكتئابا شديدا، علما أن الأب الذي كانت أفكار المريض القهرية تدور حوله حتى الوقت الحالي كان قد مات قبل ذلك بسنوات عديدة.
أما فيما يخص أخ بول الأصغر كثيرا ما كانا يتعاركان و هما طفلين ويقول العميل " بالغم من أننا كنا لا نفترق و كان كل واحد منا مغرم بالآخر، لكني كنت ببساطة أمتلئ غيرة منه لأنه كان أكثر مني قوة و أكثر وسامة، ومن ثمة كان يحظى بالتفضيل"
ويصف العميل كذلك حادثة وقعت له عندما كان في الثامنة من عمره حيث كان لديهما بندقيتين للعب من النوع العادي، فيقول العميل: " ملأت بندقيتي بعصا تنظيف البندقية، وقلت له أن ينظر من داخل البندقية ليرى شيئا و بينما كان ينظر داخل البندقية ضغطت على الزناد، فجاءت الضربة في جبهته و لكنها لم تصبه بأذى، ولكن كان في الواقع في نيتي أن أؤذيه جدا ، وبعد ذلك ألقيت نفسي على الأرض و سألت نفسي كيف كان من الممكن أن أفعل شيئا كهذا ، ولكني فعلت ذلك"
فيما يخص أب العميل كان رجلا قاسيا، كان قبل زواجه صف ضابط ، وكمخلفات لتلك الفترة من حياته إحتفظ بصرامة عسكرية، ويميل كذلك إلى إستخدام إلى اللغة الفاحشة، وإضافة إلى ذلك كان يتميز بروح الفكاهة الودية، وبتسامح عطوف إتجاه أقرانه، كما أنه كان يعرض أطفاله إلى أشد العقوبات عندما كانت تغلب عليهم الشقاوة في صغرهم. ولكن عندما كبروا كان يتميز عن غيره من الآباء بأنه لم يحاول أن يفرض نفسه عليهم كسلطة قدسية.
أما أمه فنشأت في أحضان أسرة ثرية ، وكانت تلك الأسرة من أصحاب المصانع الكبرى و كان أبوه على إثر زواجه من أمه قد عمل في مصانع هذه الأسرة إذ أنه لم يبلغ ما بلغ إليه من ثراء فاحش إلا بفضل زواجه، وقد عرف العميل أن أباه قبل أن يعرف على أمه قد تقدم إلى فتاة جميلة ، لكنها معدمة من أسرة متواضعة نفس الشيء حدث مع العميل حيث كان يحب فتاة فقيرة جدا، لكن أمه قالت له ذات يوم أنها تبحث أمر مستقبله مع أقربائها الأثرياء، وأن واحد من أبناء عمومتها كان قد أعلن عن إستعداده لأن يزوجه من إحدى بناته عندما يفرغ من تعليمه.
أب العميل توفي بسبب إنتفاخ رئوي، بعد ذلك إنخرط العميل في الجيش و كان ضمن الضباط الإحتياطيين و هناك صادف عدة حوادث.
بداية إلتقى بنقيب تشيكي الاسم حيث ولع بالقسوة وكثيرا ما دافع عن إدخال العقوبات البدنية ، وحسب العميل فقد كان هذا الأخير يعارضه كثيرا.
ويواصل العميل " أثناء الإستراحة خضنا في حديث أخبرني النقيب خلاله أنه قد قرأ عن عقوبة مروعة بشكل خاص شائعة في الشرق ". وتوقف العميل عن الكلام، وهنا فصل فرويد كل ما لديه لكي يحدس الدلالة لأي تلميحات يقدمها له، وعلى ما يبدو فإن هذه العقوبة كانت بتقييد المحكوم عليه و في مؤخرته أو شرجه كان يقلب وعاء به فئران.
وخطرت فكرة بباله أن تلك العقوبة كانت تحدث لشخص عزيز عليه و بما أن والده قد توفي فتبين أن ذلك الشخص الذي كانت تتجه إليه تلك الفكرة هو السيدة الشابة التي كانت تحظى بإعجابه.
وذات مرة حين كان العميل يزور قبر أبيه رأى حيوانات ظنه فأرا ينحدر من فوق القبر.
أما الحادثة الثانية فيرويها العميل كالتالي: "ذات مرة إنطلقنا في مسيرة قصيرة، وفي أثناء الإستراحة فقدت نضارتي الأنفية ، ولكنني أبرقت (بعثت برقية) إلى نظاراتي الخاص في فينا ليبعث إلي بنضارة أخرى مع عودة البريد"
و في مساء اليوم التالي وصل نفس النقيب طردا وصل بالبريد وقال له الملازم : أدفع عنك الرسوم و ينبغي أن تسددها له ،وقد كان بالطرد النضارة الأنفية التي أبرق في طلبها، وقد تخلق في نفسه في تلك اللحظة جزاءها على التهديد ، ينبغي ألا أسد هذه الرسوم و إلا فإن ذلك سيحدث(أي أن أخيولة العقوبة بالفئران سوف تتحقق بالنسبة لأبيه ولسيدته الشابة).
و بإنتهاء المناورة بيومين قضى تلك الفترة في الإجتهاد ليسدد للملازم -A- مبلغه الضئيل، فقد أعطى لضابط آخر كان في طريقه إلى مكتب البريد كي يقوم له بالسداد لكن عندما أعاد له النقود أحس بالراحة.
وحتى عامه 14و 15 كان متدينا ومتزمتا، و في الجلسة المقبلة عقد بول العزم على أن يخبر فرويد بشيء مهم وسبب له الإنتفاخ الرئوي قبل ذلك بتسع سنوات وذات مرة و قد كان يعتقد أن الأمر عند أبيه لا يعدو أن يكون مجرد أزمة فسأل الطبيب متى يزول الخطر ، و قد كانت إجابة الطبيب مساء بعد غد ، فلم يخطر بباله أن أباه لم تمتد به الحياة إلى هذا الموعد و في الحادية عشر مساءا رقد يستريح ، وعندما إستيقظ في الواحدة صباحا أخبر طبيب صديق أن أباه قد مات، وقد أنب نفسه على أنه لم يكن حاضرا أثناء وفاته و قد إشتد تأنيبه عندما أخبرته الممرضة أن أباه قد نطق إسمه مرة في الأيام الأخيرة ، فقال لهل وهي تتقدم إلى سريره: هل أنت بول؟.
و بعد ذلك أصبح معوق بشكل خطير عن العمل: وقال لفرويد بأن الشيء الوحيد الذي مكنه من أن يمضي في الحياة في ذلك الوقت إنما كان ذلك العزاء الذي كان يتلقاه من صديقه الذي، كان كثيرا ما يسمع عنه تأنيباته الذاتية عند إسرافها في المبالغة .
وفي الجلسة التالية أخبر فرويد بأنه يتحتم عليه أن يذكر له حادثة وقعت له في طفولته فمنذ السابعة من عمره كان لديه خوف من أن يحدس أبواه أفكاره، وهذا الخوف قد لازمه في الواقع طيلة حياته وعندما بلغ الثانية عشر كان يحب صبية صغيرة هي شقيقة صديق له ، وإجابة عن سؤال قال: بأنه لم يكن يحبها حبا شهويا، ولم يكن يشعر بالرغبة في أن يراها عارية لأنها كانت صغيرة جدا ، لكنها لم تظهر له فكرة بأنها يمكن أن تكون أكثر حبا له لو نزلت به كارثة و كمثال لهذه الكارثة موت والده قد فرض نفسه عليه.
وفي الجلسة السابعة استأنف المريض من جديد الحديث في نفس الموضوع، قال إنه لا يستطيع أن يصدق بأنه كانت لديه يوما مثل هذه الرغبة ضد أبيه و أسترسل يقول بأنه يذكر رواية للكاتب -سود رمان- تركت في نفسه إنطباعا عميق، هذه الرواية تصور إمرأة إستشعرت و هي تجلس إلى فراش أختها المريضة الرغبة في أن تموت أختها هذه بحيث تتمكن هي بعد موتها من أن تقترن بزوجها أو على إثر ذلك إنتحرت المرأة إعتقادا منها بأنها ليست جديرة بالحياة بعدما هوى بها الإثم إلى هذه الخساسة، قال إن بوسعه أن يفهم ذنبه و أنه لن يكون إلا عدلا أن تنسب أفكاره في موته هو لأنه لا يستحق أقل من ذلك.
ومضى المريض يذكر أن مرضه قد إستفحل به درجة خطيرة منذ موت أبيه، وواصل العميل سرده للأحداث فقال ذات مرة ضاعت عليه ثلاث أسابيع بدون مذاكرة بسبب تغيب السيدة الشابة التي كان يحبها كانت قد سافرت لتمريض جدتها التي إشتد عليها المرض ، وبينما كان مستغرقا جزء عويص من مذكراته خطرت له الفكرة التالية: "لو تلقيت أمرا بأن تؤدي إمتحانك عن هذه الفترة الدراسية في أول فرصة تسنح، فيمكنك أن تتدبر بحيث تطيع الأمر ، ولكنك إذا تلقيت أمرا بأن تقطع رقبتك بسكين فماذا أنت فاعل ".
و فجأة أحس بأن هذا لأمر قد صدر إليه بالفعل و إندفع إلى خزانة الملابس يفتش عن السكين و عندئذ خطرت له الفكرة " كلا ليست المسألة بهذه البساطة، ينبغي أن تذهب فتقتل هذه العجوز"، وعلى إثر ذلك سقط على الأرض في مكانه مرتعبا، وواصل المريض حديثه قائلا، ذات يوم بينما كان في رحلة إجازة صيف خطرت له فجأة فكرة أنه مسرف البدانة و أنه يتحتم عليه أن ينقص وزنه ومن هنا بدأ يغادر المائدة قبل توزيع الحلوى و يندفع في الطريق بدون قبعة في الحرارة الحارقة لشمس أوت ثم يشرع في تسلق الجبل و هو يجري فلا يتوقف غلا بعد أن يغرقه العرق، وفي إحدى المناسبات برزت نواياه الإنتحارية عارية من وراء هوسه هذا في أن ينقص من وزنه، فبينما كان يقف ذات يوم على حافة جرف شديد الانحدار تلقى فجأة الأمر بأن يقفز إلى الأسفل، مما كان يؤدي به إلى الموت حالا.
و ذات مرة وقد كان يسير في الطريق إرتطمت قدمه بحجر ملقى في الطريق فتحتم عليه أن يحمله بعيدا عن الطريق لأن فكرة خطرت له بأن عربة حبيبته سوف تمر بعد ساعات في هذا الطريق، ويمكن أن تتعرض لحادثة بسبب هذا الحجر، ولكن بعد دقائق قال لنفسه بأن ذلك سخف وتحتم عليه أن يعود ثانية ليعيد الحجر إلى مكانه الأصلي في منتصف الطريق.
3/-الأعـــــــــــــــــــراض: · أفكار تسلطية بتلصصية حيث كانت له رغبة شديدة في التطلع على جسم النساء عاريات، وكذلك الخوف المريع من أن يحدث شيء خطيرة للأب أو السيدة الشابة التي كان يحبها.
· إستشعار حفزات قهرية مثلا: أن يقوم بقطع رقبته بسكين.
· الشعور بالذنب المبالغ فيه حيث كان له تأنيب كبير عن وفاة أبيه، حيث كان لا يعترف بوفاة أباه ولكنه لما إعترف بوفاته إزدادت تأنيبات ضميره كما كانت قد نشأت عنده تحريمات تتصل بأمور تافهة تماما.
· العدوانية حيث كان يتسم بنوع مكن العدوانية سوءا كانت ذاتية أو غيرية فالعدوانية الذاتية تظهر عندما ظهرت راودته فكرة بأن يقطع رقبته بسكين، وذلك بسبب غياب السيدة الشابة التي كان يحبها عنه و إنشغالها بتمريض جدتها.
· أما العدوانية الغيرية فتتمثل إتجاه والده و تمنيه بأن يتوفى و عدوانيته إتجاه العجوز أي جدة حبيبته حيث خطرت بباله فكرة وهي أن يذهب ويقتلها بعدما حاول قطع رقبته بسكين، و عدوانيته كذلك إتجاه أخيه الوسيم في صغره حيث كان يلعب بالبندقية و فال لأخيه أنظر هناك شيء ما ، وبينما كان ينظر إلى البندقية ضغط على الزناد، فجاءت الضربة في جبهة أخيه و كانت نيته أن يِؤذيه و كانت لديه حفزات إنتقامية أيضا من الفتاة التي كان يحبها أخوه.
· أفكار قهرية ترتبط بالخرافة و تتمثل في لو أنه تزوج من الفتاة الشابة فغنه سوف يحل مكروه و بوالده في الآخرة.
· التفكير الخرافي: حيث كان بول يؤمن بالخرافة و ذلك على الرغم مما كان عليه من تعلم عال وثقافته واسعة مع ذلك فإن إيمانه بالخرافة كان إيمانا رجل مثقف فكان يتجنب الخرافات السوقية و لكنه كان يؤمن بأحلام النبؤة على سبيل المثال.
4/-الإشكــــــــــالية:- من خلال عر ض حالة رجل الفئران جعلنا نطرح التساؤلات التالية:
- ما هي مستويات التثبيت؟ ما هو نوع القلق؟ أين الصراع رفي الجهاز النفسي؟ وما هو نوع العصاب؟
5/-مستوى التثبيت:لدى العميل تثبيت أولي في المرحلة القضيبية، وتثبيت ثانوي في المرحلة السادية الشرجية. ونوع القلق هو قلق الخصاء.و الصراع بين الدوافع في الأنا و الأنا الأعلى.
6/-الآليات الدفاعية المستعملة:
· الكبــــــــــــــــــت(Refoulement):
· الكبــــــــــــــــــت(Refoulement):
الكبت الأصلي يتمثل فيكبت زنا المحارم، أما الكبت الثانوي فيتضح في كبته كرهه لأبيه الذي وقف موقف معارضة من الحياة الشخصي ة لبول.
· التكوين العكسي(formation réactionnelle):
· التكوين العكسي(formation réactionnelle):
وهو موقف أو مظهر نفساني خارجي يذهب في إتجاه معاكس لرغبة مكبوتة و يشكل رد فعل ضدها و يظهر عند العميل من خلال تأنيباته الذاتية فبعد أن كان يتمنى وفاة أبيه ليرتبط بتلك الفتاة بعد أن يصبح غنيا أصبح يؤنب نفسه بقسوة و تحويل رغبته في مشاهدة النساء عاريات إلى تدين مفرط ومتزمت.
· الإلغاء الرجعي(Annulation rétroactive):
· الإلغاء الرجعي(Annulation rétroactive):
هو أوالية نفسية يجهد الشخص من خلالها أنم تصبح بعض الأفكار أو الكلام و الحركات أو الأفعال الماضية و كأنها لم تكن أصلا، وهو يستخدم لهذا الغرض تفكيرا أو تصرفات لها معنى مضاد. ويظهر الإلغاء الرجعي عند بول لما إرتطمت قدمه بحجر ملقى في الطريق فتحتم عليه أن يحمله بعيدا عن الطريق لأن فكرة خطرت له مفادها أن عربة حبيبته سوف تمر بعد ساعات في هذا الطريق، ويمكن أن تتعرض لحادثة بسبب هذا الحجر، ولكن بعد دقائق قال لنفسه بأن ذلك سخف، وتحتم عليه أنت يعود ثانية ليبعد الحجر إلى مكانه الأصلي في منتصف الطريق.
· الإزاحـــــــــــــة(Déplacement):
· الإزاحـــــــــــــة(Déplacement):
و هي إزاحة الطاقة من التصور إلى تصور آخر إنها قابلية إنفصال: توكيد، إهتمام أو شدة تصور معين عته كي تتصل و تلتحق بتصورات غيره تكون في الأصل قليلة الشدة و على إرتباط به من خلال إحدى سلاسل الترابط، وتظهر الإزاحة عند بول في إزاحة خوف من الوقوع في مرض الزهري إلى الخوف من الفئران.
· العـــــــــــــــــــزل(Isolation):
· العـــــــــــــــــــزل(Isolation):
و هو عزل الوجدانات عن التمثيلات النزوية، وهي آلية تتلخص في عزل الأفكار أو التصرفات، وصولا إلى قطع روابطه ببعض الأفكار الأخرى، ويظهر العزل عند بول فيما يلي: فبعدما كان مستغرقا في جزء عويص من مذكراته و بعد ما غابت عليه حبيبته ثلاث أسابيع التي كانت تمرض جدتها التي إشتد عليها المرض. خطرت بباله فكرة بأن يقتل نفسه و تصرف و بحث عن السكين، وعندما أتى لكي يقتل نفسه عزل هذه الأفكار بالتوقف، وخطرت إلى باله فكرة أخرى وهي أن يذهب و يقتل تلك العجوز ثم عزل هذه الفكرة ثم السقوط على الأرض مرتعبا.
· التقمــــــــــــــــص(Identification):
· التقمــــــــــــــــص(Identification):
وهي عملية نفسية يتمثل الشخص بواسطتها أحد مظاهر أو خصائص أو صفات شخص آخر ويتحول كليا أو جزئيا لنموذجه، ويظهر التماهي عند بول بعدما كان الأب يعارضه فيما يخص حبه و محاولة إرتباطه بتلك الفتاة و كان يقول له أن ذلك تهور لن يجلب له إلا السخرية، أصبح هو يعارض أخاه لأنه يريد أن يعقد زواجا هو في رأييه حماقة، وخطر له أن يذهب و يقتل تلك الفتاة لكي يحول بينها و بين أخيه.
· العقلنـــــــــــــــــة(Intellectualisation):
· العقلنـــــــــــــــــة(Intellectualisation):
وهي عملية يحاول فيها الشخص إعطاء صياغة منطقية لصراعاته و إنفعالاته بغية السيطرة على عقله وفكره، فبول كان مولع بمشاهدة البدن الأنثوي عاري، وكانت تخطر بباله فكرة مؤداها أن أبواه يعرفان ذلك، وقد فسر ذلك لنفسه أن إفترض بأنه لا بد و أن كان ينطق بها بصوت عال دون أن يسمع نفسه وهو ينطق بها.
· النكــــــــــــــــــــوص(Régression):
· النكــــــــــــــــــــوص(Régression):
ويظهر ذلك في الإستمناء عند بول و ظهر ذلك مباشرة في سنة 21أي مباشرة بعد وفاة أبوه، حيث كانت تعتريه رغبة في الإستمناء كلما سمع مقطوعة موسيقية جميلة أو طالع قصة فالإستمناء هنا هو نكوص إلى المرحلة القضيبية حيث يقول فرويد: "إن إستمناء البلوغ ليس في الواقع إلا انبعاث لإستمناء الطفولة ".، والنكوص هو عملية نفسية تتضمن معنى المسار أو النمو، عودة في إتجاه معاكس ممن نقطة ثم الوصول إليها إلى نقطة تقع قبلها.
7/-الهوامـــــــــــــــــــــــــات: من حين لآخر كان من عادة بول أن يشغل فكره بأحلام يقضة، كان يصفها أخاييل، إنتقام وكان يستشعر الخجل من ذلك.
وإعتقادا منه بأن سيدته الشابة تولي أهمية كبيرة للمركز الإجتماعي للرجل الذي يريد الزواج منها تكونت لديه الأخيولة التالية:
تتزوج هي من موظف كبير و يدخل هو في نفس هذا المجال من العمل مع ذلك الموظف ، ويتقدم بأسرع منه بكثير بحيث يصبح ذلك الموظف تحت رئاسته و ذات يوم يرتكب ذلك الموظف فعلة تتنافى مع الأمانة و الأخلاق فتأتي زوجته وترتمي عند أقدام بول وتتوسل إليه كي ينقذ لها زوجها فيعدها بذلك ولكنه يكشف لها عن أنه لم يلتحق بذلك العمل إلا ليدافع حبه لها، وتوقف منه، لمثل ما حدث أما الآن وقد أنقذ لها زوجها فقد إنتهت رسالته فيقدم إستقالته.
وقد تكونت لديه أخاييل أخرى كان يسدي فيها خدمات كبيرة لسيدته الشابة دون أن تدري هي أنها قد صدرت منه.
8/-الأحـــــــــــــــــــــلام:· الحلم الأول: يتمثل في أن بول رأى أم فرويد قد ماتت ، كان يرغب في
أن يقدم لهذا الأخير العزاء و كأنه كان يخشى أن ينفجر أثناء قيامه بذلك بضحكة وقحة على نحو ما يتكرر ذلك في مناسبات مماثلة ماضية و من ثم فضل بول أن يترك لفرويد بطاقة يدون عليها العزاء (P.C) ، ولكن الحرفين إستحالا أثناء كتابتهما إلى حرفي التهنئة (P.F).
· الحلم الثاني: رأى بول في هذا الحلم أن ابنة فرويد تقف أمامه بقطعتين من الحلوى وهو ينظر إلى عينيها ، و ما من أحد يفهم لغة الآخر، وقد فسر فرويد هذا الحلم على أن بول كان يرغب في ابنته للزواج ليس حبا لها ، وإنما طمعا في ثروتها.
9/-التشخيـــــــــــــــــــص:باءا على جملة الأعراض السابقة والميكانيزمات الدفاعية المستعملة و كذلك مستوى التثبيت يمكن القول أن العميل يعاني من عصاب الوسواسي القهري.
10/-التحليـــــــــــــــــــــل: من خلال حكاية العميل التي تميزت بأحداث كثيرة يمكننا التنبه إلى ظاهرة مهمة في الطفولة المبكرة للعميل و هي النضج الجنسي المبكر لبول حيث كان ينام مع مربيته التي كانت تسمح له بأن يلامس عضوها التناسلي و حسب فرويد فإن النضج الجنسي المبكر هو أحد أهم أسباب الأمراض النفسية لاحقا.
ويتجلى الصراع عند بول في صراع نفسي من خلال الأعراض التي يطلق عليها تسمية الاضطرارية مناه الأفكار الهجاسية التي كانت تشغل ذهنه عن موت أبيه إن هو إستمر في رغبته في المتمثلة في مشاهدة النساء عاريات ، كما تتجلى الاضطرارية كذلك من خلال إنجاز أعمال غير مرغوب فيها و كان بول يكافح من أجل التخلص من هذه الأفكار و النزاعات من خلال إنجاز أعمال غير مرغوب فيها و كان بول يكافح من أجل التخلص من هذه الأفكار و النزاعات وذلك من خلال بعض الطقوس الدينية التي كان يمارسها عندما يخلد للنوم و ذلك إن عب عن شيء فهو يعبر عن تلك الأفكار النجسة الموجودة في ذهن بول.
و يتجلى ذلك من خلال أسلوبه في التفكير يتصف بالاجترار الذهني و يظهر ذلك في عزله مجموعة من الأفكار ويترك فكرة واحدة تدور في ذهنه فمثلا عندما كان مستغرقا في جزء عويص من مذكراته و غابت عليه سيدته الشابة التي كانت تمرض جدتها التي إشتد عليها المرض خطرت بباله فكرة أن يقتل نفسه ، ثم عزلها بالتوقف و عندها خطرت بباله فكرة أخرى مفادها أن يذهب ويقتل تلك العجوز ثم عزل هذه الفكرة و على إثر ذلك سقط على الأرض مرتعبا.
و في هذا المثال توجد علاقة بين الفكرة القهرية و تجربة المريض ضمن الكلمات الإفتتاحية من قصته فقد حدث في نفس المريض نوبة لا شعورية يمكن أن تألف من حنينه إلى سيدته الشابة فتترجم إلى ما يلي: "بودي أن أذهب و أقتل العجوز التي سلبتني حبيبتي" و عندئذ تأتي على إثر ذلك فكرة " أقتل نفسك عقوبة على هذه النزوة الهمجية ".
كل هذه العملية تبرز في شعور العميل القهري مصحوبة بأعنف الوجدانات ولكن في ترتيب معكوس الأمر بالعقوبة أولا وبعد ذلك ذكر الرغبة الآثمة.
و غلبت على رجل الفئران أوليات أهمها إزاحة الإنفعال إلى تصورات تتفاوت في بعدها عن الصراع الأصلي مثل إزاحة الخوف من الوقوع في المرض إلى الخوف من الفئران و كذلك العزل و التكوين العكسي مثلا بتحويل الرغبة في مشاهدة الخنساء عاريات إلى تدين مفرط و متزمت حيث يقول فرويد: "توقظ الإثارات الجنسية قوى مضادة (حركات عكسية) تقيم سدودا نفسيا من مثل الإشمئزاز و الحياء و التزمت الخلقي كي تتمكن من القمع الفعال لدلك الإنزعاج الناتج عن النشاط الجنسي"، والعقلنة كذلك.
من الناحية الوجدانية يمكننا القول أن حياة بول يسودها التجادب الوجداني ويظهر ذلك من خلال مشاعر الكره التي كان يكنها لأبنه الذي وقف موقف معارضة من الحياة الشبقية الباكرة الإزدهار عند الابن و كان يعاقبه بقسوة عندما كان يستمني فبول وصل به الأمر إلى تمني موت أبوه و في رأيه بوفاة أبوه سوف يصبح أكثر غناءا و يتزوج سيدته الشابة ثم فيما بعد الجانب الآخر من التجادب الوجداني وهو ما يتعلق بتأنيباته الذاتية خاصة عندما قالت له الممرضة أن أباه قبل وفاته ذكر إسمه كما لم يتقبل العميل وفاة أبيه فبعد و فاته بمدة كان يعتقد بأنه مازال حي.
و يمكننا الإستدلال على هذا التناقض بذلك الحلم المتعلق بوفاة والدة فرويد حيث استبدل حرفي العزاء و هذا يعبر عن الصراع بين الحب و الكره حسب فرويد و الصراع بين حبه للفتاة الشابة و نزواته العدوانية يتضح ذلك من خلال حادثة العربة ففي أول الأمر دفع الحجر بعيدا عن الطريق و خوفه من أن تصطدم عربة حبيبته به فتتأذى ثم بعد ذلك أرجعه وفي نيته أن تتأذى.
‘ن عقاب الأب لبول على إستمنائه وهو صغير قد وضعت حدا لإستمنائه و جعلت من ورائها حقدا لا يمحى ضد أبيه و هذا ما يفسر ظهور الإستمناء مرة أخرى و في سن متقدمة لما توفي الأب مباشرة وهذا بمثابة نكوص إن صح التعبير لأن الإستمناء لم يلعب في طفولته دورا بارزا.
كما يتجلى التثبيت على المرحلة القضيبية و الشرجية و النكوص إنه نكوص حقيقي أين كان أنا الطفل يتمتع بقوة إتجاه سلطة الأنا الأعلى.
كما يظهر التماهي وهو توحد بول بأبيه عندما وجد نفسه في موقف شبيه بالموقف الذي كان يعتقد أن أباه كان قد عاشه قبل الزواج وذلك فيما يخص حبه للفتاة الفقيرة و محاولة أمه قرانه من فتاة غنية وهو نفس الموقف الذي تعرض له أبيه، فهذا الموقف أثار عنده الصراع هل يزوج من الفتة التي يحبها على الرغم من فقرها أو يبقى وفي لها أمن يتبع مثال أبيه فيزوج من الفتاة اللطيفة الثرية و قد خرجت من هذا الصراع في الحياة الواقعية و الدليل على ذلك في أن النتيجة الأساسية لمرضه هي عجز عن العمل.
فصراع العميل جد قديم ونشأ في وقت قديم من الطفولة، وفيما يخص العقوبة بالفئران لعبت دور المثير لعدد من غرائزه و استدعت كمية من الذكريات بأسرها، بحيث أن الفئران في الفترة القصيرة الفاصلة بين قصة النقيب عن العقوبة بالفئران وطلبه إليه تسديد الرسوم اكتسبت سلسلة من الدلالات الرمزية و أثار هذين الحادثين إستجابات مرضية عنيفة من طرف العميل.
ونحن نعلم أن المرض كان في توحد مع أبوه هذا الذي قضى عدو سنوات في الخدمة العسكرية وذات مرة حكي قصة له كانت تنطوي على عنصر هام و مشترك بينهما و بين طلب النقيب تسديد النقود من بول فأبوه كان ضابط يحتفظ بمبلغ صغير من المال، وكان قد ضيعه في إحدى المناسبات في لعب الورق وكان سوف يقع في وضع محرج لو لا أن أحد أصحابه أقرضه المبلغ وبعدما ترك أبوه الجيش و أصبح ثريا حاول العثور على ذلك الصاحب ليرد إليه المال لكنه لم يوفق في ذلك، كان تذكر المريض لخطيئة شباب أبيه هذه مثال ألم عنده، على الرغم مما يبدو وفي الظاهر كان شعوره يزدحم بالانتقادات المريرة العدائية إتجاه أبيه، و كلمات النقيب "يتحتم عليك أن تسدد النقود للملازم -A-" وقد دوت في أذنيه تلميحا لهذا الدين الذي لم يسدده أبوه.
ولكن معرته بأن الموظفة الشابة في مكتب البريد قد دفعت عنه بنفسها الرسوم المقررة على الطرد و بأنها قد إمتدحت شخصه قد زاد من شدة تطابقه مع أبيه.
إن ما ابتعث فكرة العقوبة بالفئران، أكثر من أي شيء آخر إنما كانت شقيقته الإستية هذه التي دفعت لعبت دورا كبيرا في طفولته وضلت نشطة لسنوات عديدة من بإثارة و إهاجة راجعة إلى الديدان، وهكذا إكتسبت الفئران دلالة النقود و شيئا فشيئا ترجم العميل إلى هذه اللغة كل عقدة النقود عنده وهي التي كانت تدور حول ميراث من أبيه و معنى ذلك لأن كل أفكار المرتبطة بهذا الموضوع قد إنتقلت عن طريق القنطرة اللفظية إلى حياته القهرية حسب فرويد فمثلا عندما أخبره فرويد في إجابة على سؤال منه بمقدار ما يتقاضاه من النقود عن ساعة العلاج وهو ما عرفه فرويد بعد ذلك بـ06أشهر قال بول: "كذا من الفلورينات كذا من الفئران".
هذا إلى أن ما طلبه النقيب إليه من أن يسدد الرسوم المستحقة على الطرد كان من شأنه أن يدعم الدلالة النقدية للفئران ولكن عن طريق قنطرة لفظية أخرى هذه التي رجعت إلى دين أبيه في مقامرة لعب الورق.
بول كان يعلم أن الفئران حملة أمراض معدية خطيرة ومن ثمة كمان بوسعه أن يستخدمها رمزا لرعبه فأزاحه خوفه من الوقوع في المرض أي العدوى من الزهري التي كانت شائعة آنذاك في الجيش إلى الخوف من الفئران فالفئران إكتسبت عند بول دلالة القضيب فأصبح بوسعه أن يعتبر الفأر عضوا تناسليا ذكريا و هذه الرمزية ترجع في تحديدها إلى سبب آخر أيضا ذلك أن القضيب يمكن مقارناه بدودة، وكانت قصة النقيب عن العقوبة تدور حول فئران تنبش في شرج تماما كما كانت تفعل في شرجه وهو طفل صغير ديدان الإسكارس، وهكذا كانت الدلالة القضيبية للفئران تستند هي أيضا إلى الشبقية الشرجية.
7/-الهوامـــــــــــــــــــــــــات: من حين لآخر كان من عادة بول أن يشغل فكره بأحلام يقضة، كان يصفها أخاييل، إنتقام وكان يستشعر الخجل من ذلك.
وإعتقادا منه بأن سيدته الشابة تولي أهمية كبيرة للمركز الإجتماعي للرجل الذي يريد الزواج منها تكونت لديه الأخيولة التالية:
تتزوج هي من موظف كبير و يدخل هو في نفس هذا المجال من العمل مع ذلك الموظف ، ويتقدم بأسرع منه بكثير بحيث يصبح ذلك الموظف تحت رئاسته و ذات يوم يرتكب ذلك الموظف فعلة تتنافى مع الأمانة و الأخلاق فتأتي زوجته وترتمي عند أقدام بول وتتوسل إليه كي ينقذ لها زوجها فيعدها بذلك ولكنه يكشف لها عن أنه لم يلتحق بذلك العمل إلا ليدافع حبه لها، وتوقف منه، لمثل ما حدث أما الآن وقد أنقذ لها زوجها فقد إنتهت رسالته فيقدم إستقالته.
وقد تكونت لديه أخاييل أخرى كان يسدي فيها خدمات كبيرة لسيدته الشابة دون أن تدري هي أنها قد صدرت منه.
8/-الأحـــــــــــــــــــــلام:· الحلم الأول: يتمثل في أن بول رأى أم فرويد قد ماتت ، كان يرغب في
أن يقدم لهذا الأخير العزاء و كأنه كان يخشى أن ينفجر أثناء قيامه بذلك بضحكة وقحة على نحو ما يتكرر ذلك في مناسبات مماثلة ماضية و من ثم فضل بول أن يترك لفرويد بطاقة يدون عليها العزاء (P.C) ، ولكن الحرفين إستحالا أثناء كتابتهما إلى حرفي التهنئة (P.F).
· الحلم الثاني: رأى بول في هذا الحلم أن ابنة فرويد تقف أمامه بقطعتين من الحلوى وهو ينظر إلى عينيها ، و ما من أحد يفهم لغة الآخر، وقد فسر فرويد هذا الحلم على أن بول كان يرغب في ابنته للزواج ليس حبا لها ، وإنما طمعا في ثروتها.
9/-التشخيـــــــــــــــــــص:باءا على جملة الأعراض السابقة والميكانيزمات الدفاعية المستعملة و كذلك مستوى التثبيت يمكن القول أن العميل يعاني من عصاب الوسواسي القهري.
10/-التحليـــــــــــــــــــــل: من خلال حكاية العميل التي تميزت بأحداث كثيرة يمكننا التنبه إلى ظاهرة مهمة في الطفولة المبكرة للعميل و هي النضج الجنسي المبكر لبول حيث كان ينام مع مربيته التي كانت تسمح له بأن يلامس عضوها التناسلي و حسب فرويد فإن النضج الجنسي المبكر هو أحد أهم أسباب الأمراض النفسية لاحقا.
ويتجلى الصراع عند بول في صراع نفسي من خلال الأعراض التي يطلق عليها تسمية الاضطرارية مناه الأفكار الهجاسية التي كانت تشغل ذهنه عن موت أبيه إن هو إستمر في رغبته في المتمثلة في مشاهدة النساء عاريات ، كما تتجلى الاضطرارية كذلك من خلال إنجاز أعمال غير مرغوب فيها و كان بول يكافح من أجل التخلص من هذه الأفكار و النزاعات من خلال إنجاز أعمال غير مرغوب فيها و كان بول يكافح من أجل التخلص من هذه الأفكار و النزاعات وذلك من خلال بعض الطقوس الدينية التي كان يمارسها عندما يخلد للنوم و ذلك إن عب عن شيء فهو يعبر عن تلك الأفكار النجسة الموجودة في ذهن بول.
و يتجلى ذلك من خلال أسلوبه في التفكير يتصف بالاجترار الذهني و يظهر ذلك في عزله مجموعة من الأفكار ويترك فكرة واحدة تدور في ذهنه فمثلا عندما كان مستغرقا في جزء عويص من مذكراته و غابت عليه سيدته الشابة التي كانت تمرض جدتها التي إشتد عليها المرض خطرت بباله فكرة أن يقتل نفسه ، ثم عزلها بالتوقف و عندها خطرت بباله فكرة أخرى مفادها أن يذهب ويقتل تلك العجوز ثم عزل هذه الفكرة و على إثر ذلك سقط على الأرض مرتعبا.
و في هذا المثال توجد علاقة بين الفكرة القهرية و تجربة المريض ضمن الكلمات الإفتتاحية من قصته فقد حدث في نفس المريض نوبة لا شعورية يمكن أن تألف من حنينه إلى سيدته الشابة فتترجم إلى ما يلي: "بودي أن أذهب و أقتل العجوز التي سلبتني حبيبتي" و عندئذ تأتي على إثر ذلك فكرة " أقتل نفسك عقوبة على هذه النزوة الهمجية ".
كل هذه العملية تبرز في شعور العميل القهري مصحوبة بأعنف الوجدانات ولكن في ترتيب معكوس الأمر بالعقوبة أولا وبعد ذلك ذكر الرغبة الآثمة.
و غلبت على رجل الفئران أوليات أهمها إزاحة الإنفعال إلى تصورات تتفاوت في بعدها عن الصراع الأصلي مثل إزاحة الخوف من الوقوع في المرض إلى الخوف من الفئران و كذلك العزل و التكوين العكسي مثلا بتحويل الرغبة في مشاهدة الخنساء عاريات إلى تدين مفرط و متزمت حيث يقول فرويد: "توقظ الإثارات الجنسية قوى مضادة (حركات عكسية) تقيم سدودا نفسيا من مثل الإشمئزاز و الحياء و التزمت الخلقي كي تتمكن من القمع الفعال لدلك الإنزعاج الناتج عن النشاط الجنسي"، والعقلنة كذلك.
من الناحية الوجدانية يمكننا القول أن حياة بول يسودها التجادب الوجداني ويظهر ذلك من خلال مشاعر الكره التي كان يكنها لأبنه الذي وقف موقف معارضة من الحياة الشبقية الباكرة الإزدهار عند الابن و كان يعاقبه بقسوة عندما كان يستمني فبول وصل به الأمر إلى تمني موت أبوه و في رأيه بوفاة أبوه سوف يصبح أكثر غناءا و يتزوج سيدته الشابة ثم فيما بعد الجانب الآخر من التجادب الوجداني وهو ما يتعلق بتأنيباته الذاتية خاصة عندما قالت له الممرضة أن أباه قبل وفاته ذكر إسمه كما لم يتقبل العميل وفاة أبيه فبعد و فاته بمدة كان يعتقد بأنه مازال حي.
و يمكننا الإستدلال على هذا التناقض بذلك الحلم المتعلق بوفاة والدة فرويد حيث استبدل حرفي العزاء و هذا يعبر عن الصراع بين الحب و الكره حسب فرويد و الصراع بين حبه للفتاة الشابة و نزواته العدوانية يتضح ذلك من خلال حادثة العربة ففي أول الأمر دفع الحجر بعيدا عن الطريق و خوفه من أن تصطدم عربة حبيبته به فتتأذى ثم بعد ذلك أرجعه وفي نيته أن تتأذى.
‘ن عقاب الأب لبول على إستمنائه وهو صغير قد وضعت حدا لإستمنائه و جعلت من ورائها حقدا لا يمحى ضد أبيه و هذا ما يفسر ظهور الإستمناء مرة أخرى و في سن متقدمة لما توفي الأب مباشرة وهذا بمثابة نكوص إن صح التعبير لأن الإستمناء لم يلعب في طفولته دورا بارزا.
كما يتجلى التثبيت على المرحلة القضيبية و الشرجية و النكوص إنه نكوص حقيقي أين كان أنا الطفل يتمتع بقوة إتجاه سلطة الأنا الأعلى.
كما يظهر التماهي وهو توحد بول بأبيه عندما وجد نفسه في موقف شبيه بالموقف الذي كان يعتقد أن أباه كان قد عاشه قبل الزواج وذلك فيما يخص حبه للفتاة الفقيرة و محاولة أمه قرانه من فتاة غنية وهو نفس الموقف الذي تعرض له أبيه، فهذا الموقف أثار عنده الصراع هل يزوج من الفتة التي يحبها على الرغم من فقرها أو يبقى وفي لها أمن يتبع مثال أبيه فيزوج من الفتاة اللطيفة الثرية و قد خرجت من هذا الصراع في الحياة الواقعية و الدليل على ذلك في أن النتيجة الأساسية لمرضه هي عجز عن العمل.
فصراع العميل جد قديم ونشأ في وقت قديم من الطفولة، وفيما يخص العقوبة بالفئران لعبت دور المثير لعدد من غرائزه و استدعت كمية من الذكريات بأسرها، بحيث أن الفئران في الفترة القصيرة الفاصلة بين قصة النقيب عن العقوبة بالفئران وطلبه إليه تسديد الرسوم اكتسبت سلسلة من الدلالات الرمزية و أثار هذين الحادثين إستجابات مرضية عنيفة من طرف العميل.
ونحن نعلم أن المرض كان في توحد مع أبوه هذا الذي قضى عدو سنوات في الخدمة العسكرية وذات مرة حكي قصة له كانت تنطوي على عنصر هام و مشترك بينهما و بين طلب النقيب تسديد النقود من بول فأبوه كان ضابط يحتفظ بمبلغ صغير من المال، وكان قد ضيعه في إحدى المناسبات في لعب الورق وكان سوف يقع في وضع محرج لو لا أن أحد أصحابه أقرضه المبلغ وبعدما ترك أبوه الجيش و أصبح ثريا حاول العثور على ذلك الصاحب ليرد إليه المال لكنه لم يوفق في ذلك، كان تذكر المريض لخطيئة شباب أبيه هذه مثال ألم عنده، على الرغم مما يبدو وفي الظاهر كان شعوره يزدحم بالانتقادات المريرة العدائية إتجاه أبيه، و كلمات النقيب "يتحتم عليك أن تسدد النقود للملازم -A-" وقد دوت في أذنيه تلميحا لهذا الدين الذي لم يسدده أبوه.
ولكن معرته بأن الموظفة الشابة في مكتب البريد قد دفعت عنه بنفسها الرسوم المقررة على الطرد و بأنها قد إمتدحت شخصه قد زاد من شدة تطابقه مع أبيه.
إن ما ابتعث فكرة العقوبة بالفئران، أكثر من أي شيء آخر إنما كانت شقيقته الإستية هذه التي دفعت لعبت دورا كبيرا في طفولته وضلت نشطة لسنوات عديدة من بإثارة و إهاجة راجعة إلى الديدان، وهكذا إكتسبت الفئران دلالة النقود و شيئا فشيئا ترجم العميل إلى هذه اللغة كل عقدة النقود عنده وهي التي كانت تدور حول ميراث من أبيه و معنى ذلك لأن كل أفكار المرتبطة بهذا الموضوع قد إنتقلت عن طريق القنطرة اللفظية إلى حياته القهرية حسب فرويد فمثلا عندما أخبره فرويد في إجابة على سؤال منه بمقدار ما يتقاضاه من النقود عن ساعة العلاج وهو ما عرفه فرويد بعد ذلك بـ06أشهر قال بول: "كذا من الفلورينات كذا من الفئران".
هذا إلى أن ما طلبه النقيب إليه من أن يسدد الرسوم المستحقة على الطرد كان من شأنه أن يدعم الدلالة النقدية للفئران ولكن عن طريق قنطرة لفظية أخرى هذه التي رجعت إلى دين أبيه في مقامرة لعب الورق.
بول كان يعلم أن الفئران حملة أمراض معدية خطيرة ومن ثمة كمان بوسعه أن يستخدمها رمزا لرعبه فأزاحه خوفه من الوقوع في المرض أي العدوى من الزهري التي كانت شائعة آنذاك في الجيش إلى الخوف من الفئران فالفئران إكتسبت عند بول دلالة القضيب فأصبح بوسعه أن يعتبر الفأر عضوا تناسليا ذكريا و هذه الرمزية ترجع في تحديدها إلى سبب آخر أيضا ذلك أن القضيب يمكن مقارناه بدودة، وكانت قصة النقيب عن العقوبة تدور حول فئران تنبش في شرج تماما كما كانت تفعل في شرجه وهو طفل صغير ديدان الإسكارس، وهكذا كانت الدلالة القضيبية للفئران تستند هي أيضا إلى الشبقية الشرجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق