هربرت جراف أو هانز الصغير

 

صورة من ثلاثينيات القرن الماضي بواسطة فيلهلم ويلينجر

ترجمة : ف. محمد أمين / التحليل النفسي اليوم

كان هربرت غراف (10 أبريل 1903 ، في فيينا - 5 أبريل 1973 ، في جنيف) منتجًا للأوبرا النمساوية الأمريكية. ولد في فيينا عام 1903 ، وكان ابن ماكس غراف (1873-1958) وأولجا هونيغ. كان والده مؤلفًا نمساويًا وناقدًا وعالم موسيقى وعضوًا في دائرة أصدقاء سيجموند فرويد. كان هربرت جراف هو هانز الصغير الذي نوقش في دراسة فرويد عام 1909 لتحليل الرهاب عند صبي يبلغ من العمر خمس سنوات. 

"هانز الصغير Little Hans " كانت هذه واحدة من دراسات الحالة القليلة التي نشرها فرويد. في مقدمته للحالة ، كان في السنوات التي سبقت الحالة يشجع أصدقاءه وشركائه ، بما في ذلك والدا غراف ، على جمع ملاحظات حول الحياة الجنسية للأطفال من أجل مساعدته في تطوير نظريته عن النشاط الجنسي للأطفال . [2]: 4 وهكذا كان ماكس جراف يرسل ملاحظات حول نمو طفله إلى فرويد قبل ظهور خوف هربرت من الخيول. بصفته "هانز الصغير Little Hans" ، كان موضوع دراسة فرويد المبكرة ولكن المكثفة لقلق الخصاء وعقدة أوديب. رأى فرويد هربرت مرة واحدة فقط ولم يحلل الطفل ، بل أشرف على والد الطفل ، الذي أجرى التحليل وأرسل ملاحظات مستفيضة إلى فرويد. في النسخة المنشورة ، تم اختصار تقرير والد هربرت وتخللته تعليقات فرويد. 

عندما كان في الرابعة من عمره ، كان هربرت شاهداً على حدث مخيف عندما كان في الحديقة المحلية بصحبة خادمة العائلة. انهار حصان عربة يجر حمولة ثقيلة . أصبح هربرت خائفًا من الخروج إلى الشارع ، حيث كان خوفه يتركز على الخيول والمركبات المحملة بكثافة ، والتي كان يخشى سقوطها عليه . تم تفسير هذا الخوف على أنه عصاب (رهاب الاعتدال equinophobia). ينسب والد هربرت في البداية العصاب إلى "الإثارة الجنسية المفرطة التي تسببها مداعبات والدته" [2]: 18 والخوف الناجم عن القضيب الكبير للخيول. بينما لم يرفض فرويد هذه التفسيرات ، شجع فرويد الأب تدريجيًا أيضًا على فهم اضطراب هربرت من حيث القلق الناجم عن وصول أخته الصغرى وفضول غير راضٍ بشكل كافٍ عن أصل الأطفال . على الرغم من استكشاف عدد من التخيلات والقلق الجنسي والإفرادي (مثل رغبات أوديب وقلق الخصاء) خلال تاريخ الحالة ، إلا أن فرويد لا يشرح الحالة في نهاية المطاف من حيث هذه العوامل ، وفي بعض الأحيان يوبخ والد هربرت بسبب تمسكه بشكل دوغمائي أكثر من اللازم. فهم أوديب صارم لقلق ابنه. [2]: 34 يأسف فرويد أيضًا على عدم رغبة الوالدين في إخبار هربرت بحقيقة الجماع. [2]:  117

 كتب فرويد تحليلًا موجزًا لـ "هانز الصغير Little Hans" ، في عام 1909 ، في ورقة بعنوان تحليل الرهاب في صبي يبلغ من العمر خمس سنوات. تضمنت المعلومات التي تم جمعها من الأب تقارير عن أحلام هربرت وسلوكه وإجاباته على أسئلة الأب. يعتقد فرويد أن ما تعلمه من موقف هربرت دعم أفكاره حول النشاط الجنسي للأطفال كما هو موضح في كتاب ثلاث مقالات حول نظرية الجنسية في عام 1905. كان يُعتقد أن خوف هربرت ناتج عن عدة عوامل ، بما في ذلك ولادة أخت صغيرة ، رغبته في استبدال والده بصفته رفيق والدته الجنسي ، وصراعات عاطفية حول العادة السرية ، وغيرها. كان يُنظر إلى القلق على أنه نابع من الكبت غير المكتمل وآليات الدفاع الأخرى المستخدمة لمقاومة الدوافع التي ينطوي عليها نموه الجنسي. تحسن سلوك هربرت وحالته العاطفية بعد أن قدم له والده معلومات جنسية ، وأصبح الاثنان أقرب.

ينقسم تحليل هربرت إلى مرحلتين متميزتين ، الأولى تتعلق بالخوف من الخيول نفسها ، والثانية تتعلق بالصناديق والحاويات التي يم تنقلها حول فيينا. في المرحلة الأولى ، يخشى هربرت أن يعضه حصان أبيض أو يدخل غرفته ، أو ينهار ويسقط. يفسر فرويد هذا على أنه خوف من الأب ، خوفًا من أن يعاقبه الأب على رغباته تجاه الأم والتصرف بعدوانية تجاه الأب. نظرًا لأن والد هربرت كان يتصرف كمحلل ، فقد توقع فرويد أن هذا الخوف يعيق تقدم العلاج ، وهو الأمر الذي حله من خلال دعوة هربرت لرؤيته (فرويد) شخصيًا وشرح هذا الخوف له: 

     " بهذا التفسير ، تغلبت على أقوى مقاومة عند هربرت للاعتراف الواعي بأفكاره اللاواعية ، حيث كان والده هو الذي كان يتولى دور طبيبه. من هذه اللحظة فصاعدًا ، تغلبنا على ذروة  حالته ، وتدفقت المواد بكثرة ، وأظهر المريض الصغير الشجاعة في إيصال تفاصيل رهابه وسرعان ما تدخل بشكل مستقل في سياق التحليل."  [2]: 101, 102  

بعد ذلك ، أصبح هربرت مشغولًا مسبقًا بالفضلات ، والتي يساعده والد فرويد وهربرت على ربطها بولادة الأطفال . ترتبط العربات والحافلات العامة بالصناديق التي يستخدمها اللقلق ، وفقًا لنظرية الإنجاب التي أعطيها هربرت ، لإنجاب أطفال جدد. يخشى هربرت وصول المزيد من الأطفال لأن هذا سيقلل بشكل أكبر من الاهتمام الذي يتلقاه من والدته ، ويعرب عن رغبته في وفاة أخته الرضيعة. كما أعرب عن رغبته في إنجاب أطفال (مع والدته) مع ترقية والده إلى دور الجد. 

 يعتبر علاج هربرت كاملاً عندما يعبر عن تخيلين جديدين: أحدهما يظهر أنه تغلب على قلق الخصاء ، والآخر يعترف بوعي برغبته في الزواج من والدته. تتزامن هذه التخيلات مع اختفاء رهابه. 

يتابع فرويد تاريخ الحالة بتقييم من 40 صفحة للحالة التي يربطها بنظريته عن النشاط الجنسي. وهو يدعي أنه لم يتعلم شيئًا من هذه الحالة أنه لم يستنتج من تحليله للكبار ، لكنه مع ذلك "يميل إلى الادعاء بأهمية نموذجية " للحالة في ضوء الدليل المباشر والفوري لنظرياته التي يبدو أنها توفرها. [2]: 4 ، 118 

في عام 1922 ، كتب فرويد تذييلًا قصيرًا لدراسة الحالة ، ذكر فيه أن "هانز الصغير" ظهر في مكتبه كـ "شاب ضخم يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا" ، "كان بصحة جيدة ولم يعاني من أي متاعب أو موانع ". تم إجراء تنقيحات وإضافات طفيفة على مادة الحالة في 1923-1924. [3]  

تم انتقاد الاستنتاجات التي توصل إليها فرويد بشدة من قبل جوزيف وولب وستانلي راشمان في مقال بعنوان "الطفل الصغير يجب أن يقودهم" الذي نُشر أولاً تحت عنوان "دليل التحليل النفسي: نقد قائم على حالة فرويد لهانز الصغير". في مقالات نقدية عن التحليل النفسي ، حرره ستانلي راشمان ، ماكميلان (1963) والذي يؤكد أن معظم المواد التي قدمها هربرت قد زرعها في ذهنه والد وهربرت و فرويد  . [4] ( هذا النقد غير منطقي بالمرة - المترجم )

المهنة في الأوبرا 

 

 في عام 1930 ، أخرج هربرت غراف العرض العالمي الأول لفيلم Von heute auf morgen لأرنولد شوينبيرج في فرانكفورت. في عام 1936 ، بعد أن شغل مناصب أوبرالية في مونستر ، بريسلاو (الآن فروتسواف ، بولندا) ، فرانكفورت (حيث كان مديرًا لمدرسة الأوبرا في معهد هوش الموسيقي ، 1930-1933 ؛ عندما وصل النازيون إلى السلطة ، تم تسريحه من مهامه) وسالزبورغ ، هاجر غراف البالغ من العمر 33 عامًا إلى الولايات المتحدة ، حيث أصبح منتجًا ناجحًا وشعبيًا للأوبرا في أوبرا متروبوليتان بنيويورك (1936-1960 ، ظهر لأول مرة مع شمشون ودليلة). قدم إنتاجات شهيرة جديدة في المراجع الفرنسية (حكايات هوفمان 1937) ، الإيطالية (أوتيلو 1937 ، لا فورزا ديل ديستينو 1943) ، ثم الألمانية (دير رينغ دي نيبلونغن 1947 ، دير روزنكافالييه 1949). كان لدى غراف إحساس قوي بالتقاليد وشجع المواهب الأوبرالية الشابة. في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي ، عاد إلى أوروبا ، حيث أنتج الأوبرا في دار الأوبرا الملكية في لندن ، كوفنت جاردن (1958-1959). بعد عام آخر في نيويورك ، استقر غراف في سويسرا ، وعمل في أوبرا زيورخ (1960-1963) ، والمسرح الكبير في جنيف (1965-1973).

نظم جراف العديد من الأوبرا لمهرجان سالزبورغ: أوتيلو (1951 ، مع قيادة فيلهلم فورتوانجلر ، 1952 مع ماريو روسي ؛ في المرتين مع رامون فيناي في دور أوتيلو) ، زواج فيجارو (1952 ، مع رودولف مورالت ، مع إريك كونز ، جورج لندن ، إليزابيث شوارزكوف ، إيرمجارد سيفريد ، هيلدا غيدن ؛ إحياء عام 1953 قام به فورتوانجلر وبول شوفلر ليحل محل لندن) ، أسطورة دون جيوفاني بقيادة فورتوانجلر وصممه كليمنس هولزميستر (1953 ، مع سيزار سيبي ، إليزابيث جرومير ، شيزاري سيبي ، إليزابيث جرومير ، أوتو إيدلمان ، والتر بيري ، رافائيل أرييه ، إرنا بيرغر ؛ إحياء عام 1954 ، مع استبدال Dezsö Ernster بآري ؛ 1956 مع إجراء ديميتري ميتروبولوس) ، غوتلوب فريك ليحل محل إرنستر ، ليوبولد سيمونو ليحل محل Dermota ، ليزا ديلا كاسا محل شوارزمان كورنا ، فيرناند. Streich محل Berger) وهو أسطورة بنفس القدر The Magic Flute قام به جورج سولتي وصممه أوسكار كوكوشكا (1955 ، يشمل طاقم الممثلين جوتلوب فريك ، ديرموتا ، شوفلر ، كونز ، غرومر ، إريكا كوث ، بيتر كلاين ؛ إحياء في عام 1956 مع بيري محل كونز) ؛ إلكترا (1957 ، بقيادة ميتروبولوس ، مع إنجي بورخ ، ديلا كاسا ، جان ماديرا ، ماكس لورينز ، كورت بوهم) ، سيمون بوكانيجرا (1961 ، مع جياناندريا جافازيني ، مع تيتو جوبي ، ليلى جينسر ، جورجيو توزي ، رولاندو بانيراي) ، أخيرًا La rappresentazione di anima e di corpo بواسطة Emilio de 'Cavalieri (تم عرض الإنتاج لأول مرة في عام 1968 وتم عرضه كل عام حتى عام 1973). 

 

قدم غراف ماريا كالاس في Les vêpres siciliennes (في مهرجان فلورنسا ماي ولا سكالا ، 1951) ، ميفستوفيلي (في فيرونا أرينا ، حيث تناوب كالاس مع ماجدا أوليفيرو ، 1954) ، وبوليوتو (في لا سكالا ، 1960 ، أيضًا مع فرانكو كوريلي وإيتوري باستيانيني). 

لمهرجان أرينا دي فيرونا ، أخرج جراف العديد من إنتاجات عايدة (1954 ، إحياء في 1955 ؛ 1958 ؛ و 1966).

 

منشوراته

 من بين الكتب التي كتبها هربرت جراف كانت الأوبرا ومستقبلها في أمريكا (نيويورك ، دبليو دبليو نورتون ، 1941) ، أوبرا للناس (مينيابوليس ، مطبعة جامعة مينيسوتا ، 1951) ، وإنتاج الأوبرا لأمريكا (زيورخ ونيويورك. ، كتب أتلانتس ، 1961).  

 

مراجع

 

  1 Rizzo, F. (1972). Memoirs of an Invisible Man: A Dialogue with Frank Rizzo. Opera News, 1-4. 

2  Freud, Sigmund (2002). The 'Wolfman' and Other Cases. Louise Adey Huish. Penguin books. ISBN 0-14-118380-2. 

3  Freud, Sigmund (1953–1974). The Standard Edition of the Complete Psychological Works of Sigmund Freud. 10. James Strachey. London: Hogarth Press. pp. 5–149. 

4  Wolpe, Joseph; Rachman, Stanley (1998). Frederick Crews (ed.). Unauthorized Freud: Doubters Confront a Legend. Penguin Books. pp. 162–173. ISBN 0-14-028017-0. We have combed Freud's account for evidence that would be acceptable in the court of science and found none. 

 

المصدر : https://en.wikipedia.org/wiki/Herbert_Graf