ساكتب لكم اصدقائي عن حالة قابلها سيجموند فرويد و حاول علاجها حتى تزيد معرفتكم بطريقة العلاج بالتحليل النفسي ,,,,
من التحليل النفسي
الفتاة التي لم تستطع أن تتنفس
قضية الفتاة التي لم تستطع أن تتنفس لم تكن تحليلا كاملا بالمعنى الصحيح و هو نفسه فرويد اعترف انه لجأ الى التكهن اكثر من لجوئه الى التحليل
غير ان القضية هذه صورة واضحة عن محاولاته الباكرة في حقل التحليل
ولم يلجا الى التنويم مع الفتاة فقد اكتفى بعقد سلسلة من الاجتماعات معها استعمل فيها من الاساليب ما اصبحت بعد وقت طويل الاساليب المالوفة التي يطبقها علماء النفس
اثناء توقفي عن العمل للراحة و الاستجمام ذهبت في رحلة الى جبال الالب لكي انسى الطب و الطبابة و لو لفترة قصيرة و لانسى بنوع خاص امراض العصاب و الاضطرابات العصبية ,,, و حققت ما تاقت اليه نفسي وصبت ,,, الا انه في يوم ,,,
قالت محدثتي الفتاة التي تبلغ الثامنة عشرة من عمرها و كانت تعمل في النزل الجبلي الجاثم فوق قمة جبلية مشرفة على اروع ما شاهدت من مناظر في حياتي .
قالت محدثتي : انت طبيب هذا ما اراه في سيمائك
كان اسمها كاترينا
واجبتها و انا لا اتكتم تعجبي : اجل انا طبيب و لكن كيف استطعت ان تعرفي ؟
قالت : منظرك و سمتك ,,, ثم توقيعك في سجل النزلاء ,,و اني لارجو منك ان تمنحني من وقتك ساعة , ابثك فيها اشجاني و اطلعك على آلامي ... أنا في حالة هياج عصبي ، و ثورتي لا تهدأ و تقر ,,و قد استشرت من قبل طبيبا فاشار بدواء لم يكن لي منه فائدة .
وتجاذبنا اطراف الحديث و تناقلناه في ليونة و تفاهم و ساسجله هنا بعد اسقاط شيء من التفاصيل التي لا موجب لها
و اثر فيا حديثها تاثيرا قويا دفعني الى نسيان ماجئت في طلبه من راحة واستنقاء ,,,و لقد حرصت على استبقاء تعابيرها التي استرعت انتباهي و استحوذت على تفكيري ,قلت:
وماذا جعلك تستعينين باكثر من طبيب ؟ اهو الوصب و النصب ؟ اهو المرض ؟
قالت: اعاني من ضيق في الصدر ولا استطيع ان اتنفس .
لم اعلل ما يصيبها في اول الامر بضعف الاعصاب ..و لكني مالبثت ان رجحت اصابتها بعارض من العصاب . و هو عادة يسبب ضيق النفس و الشعور بحاجة الى الهواء .
و قلت: اجلسي.. اشرحي لي حقيقة شعورك عندما تنتابك الازمة.
قالت : اصاب فجاة فاشعر اني غير قادرة على التنفس .يبدأ الضغط على العينين ..يثقل راسي ..يطن ...فلا اكاد اتحمل الطنين ... يتبع هذا دوار فيخيل الي اني اتهافت و انهار .. ثم يبدأ صدري بضيق , يبدأ في الانضغاط فلا أتنفس الا بجهد.
و لا تشعرين بتآكل في الحلق ؟
قالت: كانه يرتبط ... و يتقيد بسيور .و تكون حالتي حالة من يختنق.
و هل تشعرين بألم في الراس ؟ بصداع ؟
اجل ، بمطرقة تشقه و تحطمه .
الا يفزعك الامر ؟
دائما أفزع و أرتعب ... ارى الموت ماثلا .انا في العادة شجاعة ...
اذهب الى كل مكان ... الى قبو انزل , الى الجبل اصعد ،بل الى الجبال ... بيد أني أشعر كأن احدا يلاحقني و يقف ورائي ،ثم يمسك بي فجأة بتشبث .
انها ازمة عصابية حقا تبدأ بتيار هوائي يسبق نوبة هستيرية .. او بكلام آخر نوبة هستيرية محتواها العصاب ...فهل تتضمن يا ترى شيئا آخر؟
و قلت : عندما تقع الازمة اتفكرين دوما يالشيء ذاته ؟ اترين شيئا امامك ؟
لعلنا عثرنا على أمر ينقلنا بسرعة الى الجوهر
و استتليت : هل تتعرفين على الوجه ؟ أعني ، أهو وجه مألوف لا تفتأين ترينه ؟
كلا
أتعرفين كيف نشأت الازمة ؟
كلا
متى اصابتك أول مرة ؟
قبل سنتين اثنتين ، و أنا في صحبة عمتي ..و كنا نقيم على الجبل الآخر كانت تملك نزلا . . أمضينا هنا ،في هذا المكان سنى و نصف السنة و لكن النوبة تتكرر ، و كأنها لا تنسى موعدها معي .
هل اجري التحليل هنا ؟ لم أجرؤ على اللجوء الى التنويم المغناطيسي و لكن ربما ننجح بعد الحديث ، لانني موفق في الحدس و التكهن ..
كنت محظوظا في تكهناتي ... فانا عانيت حالات العصاب مرارا و تكرارا تصاب بها الفتيات الصغيرات ، نتيجة الخوف الذي يغزو العقل البتول حينما تتكثف دنايا الجنس لهذا العقل .
و قلت بعد تفكير : ان لم تعرفي ،فسأقول رايي في السبب فذلك الحين ، منذ سنتين انت رأيت او سمعت شيئا أثار قلقك ، فجاشت نفسك بالاضطرابات ، ووددت لو لم تشاهديه أو تسمعيه ,
فأجابت نعم نعملا,,, شاهدت عمي مع ابنة عمتي فرانشيسكا .
ما قصتها ؟ او ما قصتهما ؟ هلا حدثتني بها ؟
لا ضير من هذا فأنت طبيب يجوز معك من الامور مالا يجوز مع سواك .
ان عمي - اي زوج عمتي بتعبير اصح ، عمتي التي التقيت كانا يدير معها نزلا .انهما الان منفصلان بالطلاق ، و انا السبب ، لاني قلت ما رأيت ،وعلموا ان هناك علاقة بينه و بين فرانشيسكا .
كيف اكتشفت العلاقة ؟
كيف اكتشفت العلاقة ؟
هكذا ، فاستمع ... قبل سنتين ، أتى سيدان و طلبا طعاما . لم تكن عمتي في النزل ، و فرانشيسكا التي كانت تطهو ، لم تقف لها على أثر . و لا عمي استطعنا ان نجده بحثنا عنهما و لكننا لم نجدهما ... و فيما نحن نتقلب على نار الحيرة ابتدرني الويس ابن عمتي يقول : سنجد فرانشيسكا مع أبي .
و ضحكنا .. غير ان افكارنا لم تكن قد ألفت هذه الامور . و ذهبنا الى غرفة عمي ، فكان بابها مقفلا ..و قال الويس : هناك نافذة تستطيعين ان تري منها ما في الغرفة .
و قصدنا النافذة ، غير أنه ابى ان يرتقي اليها ، فصعدت انا ، لم يكن هناك ما يدعو الى الخوف . و رأيت عمي فوق فرانشيسكا .
و بعد ذلك ؟
وثبت ، بل سقطت ، و استندت الى الحائط ، و لم استطع ان اتنفس ... لقد ضاق صدري و انحبس عنه الهواء .. و كانت هذه هي البداية ,,,فارقني الادراك ، شعرت بشيء غامض ...و طن شيء غامض في راسي .
هل حدثت عمتك فورا بما شاهدت ؟
كلا لم اقل شيئا .
و لكن لماذا تولاك الخوف الشديد حين رايتهما معا ؟
هل فهمت شيئا ؟
هل عرفت ماذا كانا يفعلان ؟
كلا لم أفهم . كنت في السادسة عشرة من عمري ... لا ادري ماذا اخافني .
آنسة كاترين ان قدرت على تذكر ما ساورك و دار في عقلك من افكار بعد رؤيتك لهما ، فانك بذلك تسدين اعظم خدمة لنفسك.
اجل ، ان استطعت ...غير ان خوفي الشديد طمس ذاكرتي .
قولي يا كاترين ، هل الراس الذي يطالعك كلما ضاق نفسك ، هو رأس فرانشيسكا كما رايته في ذلك اليوم ؟
كلا راسها ليس بشعا كهذا الراس الشنيع ..انه راس رجل ذلك الذي اراه.
لعله راس عمك ؟
لم ار وجهه بوضوح . كان الظلام يملأ الحجرة .. و لماذا يكون وجهه مريعا ؟
هذا قول صحيح.
لقد أدنانا الحديث من الحقيقة ، و ربما أعثر على السبب بعد حين .
قلت : و ماذا جرى بعد ذلك ؟
الاثنان سمعا صوتا ، لانهما أسرعا بالخروج . اما انا فشعوري كان كئيبا ، لم يبارح مخيلتي المشهد . فكرت في ما رأته عيناي و الخوف يعقد لساني ... ثم بعد يومين ، و كان يوم أحد ، انهمكت في العمل ، و في صباح الاثنين اصابني دوار و قيء فلم افارق الفراش . و استمر القيء ثلاثة ايام متوالية .
القيء في هذه الحالة معناه الاشمئزاز و النفور ، لهذا سارعت اقول :
أظن أن نفسك غثت حينما وقع طرفك عليهما ، و لهاذا أصبت بالقيء.
أجل أصابني هذا و لكن لماذا ؟
لعلك رأيت شيئا عاريا ..كيف كان وضعهما ؟
لم أتبين شيئا واضحا بسبب الظلام . و لكن الاثنين كانا مشتملين بالثياب اجل ليتني عرفت سبب اشمئزازي و لغوبي .
و انا لم أعرف .. بيد اني رجوتها ان تصف لي ما خالجها فقد اسمع ما يعنيني على التشخيص الصحيح.
و تحدثت الفتاة فروت ما تبع ذلك ... لقد أخبرت عمتها بما رأت
و جرى عقب ذلك ما قلب الاوضاع ...فالنقاش الحاد المحتدم دار بين الزوج و الزوجة و سمع الصغيران ما كان لهما ان لا يسمعاه من الكلام و قررت العمة في النهايةلاان تهجر زوجها و ان تتركه مع فرنشيسكا
أما فرنشيسكا فقد حملت منه و اما العمة فانها غادرت المكان برفقة الصغيرين الى نزل آخر
و لدهشتي العظيمة اسقطت الفتاة فجأة هذا الخيط الذي كدت امسك بطرفه و خاضت في حديث آخر عن مناسبات كثيرة تلك الحادثة حاول فيها عمها مراودتها عن نفسها و هي لما تتجاوز الرابعة عشرة سنة .
في احد الايام ذهبت معه في رحلة الى الوادي حيث قضيا ليلة في نزل صغير
في تلك الليلة شعرت الفتاة و هما في قاعة الجلوس بالنعاس فقامت الى الحجرة لتنام و مكث هو بالقاعة يشرب الخمر
و استفاقت بعد ساعة لتشعر بجسده فوثبت من الفراش و هي تقول:
ماذا تريد يا عمي ؟ لماذا لا تبقى في فراشك ؟
و حاول هو ان يظهر الامر بمظهر فكاهي فقال :
اذهبي ايتها السخيفة الحمقاء ، لا تعرفين ماذا ستأخذين .
و أجابته : لا اريد شيئا منك ، منعت عني النوم .
وظلت واقفة قرب الباب ، و هي متأهبة للهرب فيما لو نهض و حاول الامساك بها . و لكنه نام و عادت الى فراشها فنامت.
من حديثها مع عمها ،و اسلوبها في دفعه عنها ، اتضح انها لم تعرف يومها ان المحاولة كان هدفها الاغتصاب... لقد غضبت لأنه حرمها النوم.
أما الاخطر فهي غفلت عنه و جهلته.
و قصت علي حوادث اخرى حاول فيها العم ان يعتدي عليها .
و لما سالتها ان كانت شعرت بعد هذه الحوادث بضيق النفس ، أجابت بانها شعرت بضغط على عينيها و على صدرها . و لكن ليس قويا و مؤلما كالضغط الذي شعرت به عندما رات عمها مع فرانشيسكا .
ثم مضت في حديثها فسردت وقائع عن اجتماعات اخرى بين عمها و فرانشيسكا ...حوادث مماثلة رات فيها عمها يضاجع فرانشيسكا
و لما أتمت الحديث ، تضرج وجهها ، و انبسطت أساريرها ، و شعرت ، كما ايقنت ،بعبء ثقيل يرتفع عن صدرها .
هذه المشاهد و لا جرم ، فتحت عينيها شيئل فشيئا على الحقائق، ففهمتها ، و لكنها رفضتها .
و تبع ذلك فترة تطور في التفكير ، ثم فترة حضانة ، و ما لبثت الاعراض أن تلاحقت ...و اخذت تتقيا ، فكان القيء بمثابة البديل عن الاشمئزاز.
بهذا اتضح السر ، ووجد للاحجية حل ، فالتقيؤ لم يكن سببه رؤية الاثنين في وضع فاضح ، بل كان تحريكا لذكرى استيقظت في أعماقها .. ربما ذكرى محاولات الاعتداء عليها التي قام بها عمها .
و قلت لها: الان عرفت ما دار في فكرك حينما نظرت الى داخل الغرفة ... لقد أخذت تحدثين نفسك و تقولين : الان هو يفعل معها ما حاول ان يفعله معي و لقد لغبت نفسك و غثت ، لانك تذكرت كيف استيقظت مرتعبة في تلك الليلة و لمست جسده.
قالت : محتمل هذا ، لعلي شعرت بالاشمئزاز و النفور ... و لعل الخوف استحوذ علي.
اجل اصابت ... استحوذ عليها النفور و الاشمئزاز .
قلت : تحدثي و كوني صادقة ... ماذا كان شعورك نحوه ... نحو جسده ؟
و لم تجبني جوابا واضحا صريحا. ابتسمت في حيرة غير قليلة ،و كأنما الحديث قد لبى الطلب ، ووفى بالغاية . و بدا في وجهها اقتناع آخر بأن ما استنتجته انا هو الصحيح .. غير اني لم اتغلغل اكثر في عمقها .. و توقفت عند هذا الحد.
و ارتاحت نفسي ، فالحديث معها كان أكثر سهولة من الحديث مع سيدات المدينة اللواتي يتصنعن الحشمة تصنعا و يتخذن من الاجفال من كلام مقال وسيلة لبلبلة افكار محدثهن
و لكن ، مهلا ... ما سبب الهلوسة ؟
ما حكاية الراس الذي ملا قلبعا رعبا ؟
و سالتها عن ذلك مستوضحا مستثحا فاجابت :
الان عرفت ,..فالراس راس عمي الانرتجلى هذا بكل وضوح ... فحينما شجر الخلاف ، اظهر عمي امتعاضا و غضبا و انحنى علي باللائمة لاني لولا ثرثرتي لما وقع الطلاق ..
و كان يتهددني كلما رآني . و كنت افر من شدة الذعر .. كنت اتوقع دائما ان يمسك بي من ظهري ...فالوجه الذي كان يتراءى لي دائما هو وجهه المشتعل غيظا .
هذه المعلومات ذكرتني بان اعراض الهستيريا الاولى (القيء) قد اختفت، و لكن نوبة العصاب لازمتها بمحتوى جديد ...و لهاذا عالجت حالة هستيرية لم يلبث جانب كبير منها ان تلاشى ..لانها بعد وقت قصير حدثت عمتها بما اكتشفت .
قلت لها : هل اطلعت عمتك على محاولاته معك ؟
قالت : نعم ، ليس فورا و لكن بعد ان يقطعاجراء الطلاق شوطا ...و قد قالت عمتي : سنكتم هذا الامر الان ، اما اذا اثار الصعاب ليعرقل اجراءات الطلاق فاننا نجهر بها .
ارجو من صميم قلبي ان يكون لحديثنا الاثر المرغوب في اقالة عثرة الفتاة التي اصيبت حساسيتها الجنسية بالرضوض قبل الاوان .
__________________________ _____
لا اعترض البتة على ما يذهب اليه كثيرون من ان حل قضية الهستيريا هذه كان بالتكهن و الحدس اكثر منه بالتحليل . و الذي لا شبهة فيه هو ان الفتاة المريضة تقبلت كشيء محتمل كل شيء اقحمته في قصتها و لكنها رغم هذا لم تكن في وضع يسمح لها بالتعرف عليه كامر اختبرته .
ان قضية كاترينا حالة نموذجية ففي كل عارض هستيري مرده الى الرض الجنسي يجد الانسان ان التجارب السابقة للتمخض الجنسي التي لا تخلف اي تاثير على الصغير تتلقى فيما بعد قسوة صادمة حينما تكتسب الفتاة الصغيرة المعرفة و تتفهم حياتها الجنسية
ان الظاهرة الهستيرية في حالة كاترينا لم تعقب فورا تلقيها الصدمة ولكنها تبدت بعد فترة الحضانة و القلق الذي شعرت به بعد كل صدمة
جنسية و مجرد بروز صورة الاتصال الجنسي في شكل من الاشكال في احساس انسان بتول يستحث و لا شك شعورا جياشا بالتوق القلق
من التحليل النفسي
الفتاة التي لم تستطع أن تتنفس
قضية الفتاة التي لم تستطع أن تتنفس لم تكن تحليلا كاملا بالمعنى الصحيح و هو نفسه فرويد اعترف انه لجأ الى التكهن اكثر من لجوئه الى التحليل
غير ان القضية هذه صورة واضحة عن محاولاته الباكرة في حقل التحليل
ولم يلجا الى التنويم مع الفتاة فقد اكتفى بعقد سلسلة من الاجتماعات معها استعمل فيها من الاساليب ما اصبحت بعد وقت طويل الاساليب المالوفة التي يطبقها علماء النفس
اثناء توقفي عن العمل للراحة و الاستجمام ذهبت في رحلة الى جبال الالب لكي انسى الطب و الطبابة و لو لفترة قصيرة و لانسى بنوع خاص امراض العصاب و الاضطرابات العصبية ,,, و حققت ما تاقت اليه نفسي وصبت ,,, الا انه في يوم ,,,
قالت محدثتي الفتاة التي تبلغ الثامنة عشرة من عمرها و كانت تعمل في النزل الجبلي الجاثم فوق قمة جبلية مشرفة على اروع ما شاهدت من مناظر في حياتي .
قالت محدثتي : انت طبيب هذا ما اراه في سيمائك
كان اسمها كاترينا
واجبتها و انا لا اتكتم تعجبي : اجل انا طبيب و لكن كيف استطعت ان تعرفي ؟
قالت : منظرك و سمتك ,,, ثم توقيعك في سجل النزلاء ,,و اني لارجو منك ان تمنحني من وقتك ساعة , ابثك فيها اشجاني و اطلعك على آلامي ... أنا في حالة هياج عصبي ، و ثورتي لا تهدأ و تقر ,,و قد استشرت من قبل طبيبا فاشار بدواء لم يكن لي منه فائدة .
وتجاذبنا اطراف الحديث و تناقلناه في ليونة و تفاهم و ساسجله هنا بعد اسقاط شيء من التفاصيل التي لا موجب لها
و اثر فيا حديثها تاثيرا قويا دفعني الى نسيان ماجئت في طلبه من راحة واستنقاء ,,,و لقد حرصت على استبقاء تعابيرها التي استرعت انتباهي و استحوذت على تفكيري ,قلت:
وماذا جعلك تستعينين باكثر من طبيب ؟ اهو الوصب و النصب ؟ اهو المرض ؟
قالت: اعاني من ضيق في الصدر ولا استطيع ان اتنفس .
لم اعلل ما يصيبها في اول الامر بضعف الاعصاب ..و لكني مالبثت ان رجحت اصابتها بعارض من العصاب . و هو عادة يسبب ضيق النفس و الشعور بحاجة الى الهواء .
و قلت: اجلسي.. اشرحي لي حقيقة شعورك عندما تنتابك الازمة.
قالت : اصاب فجاة فاشعر اني غير قادرة على التنفس .يبدأ الضغط على العينين ..يثقل راسي ..يطن ...فلا اكاد اتحمل الطنين ... يتبع هذا دوار فيخيل الي اني اتهافت و انهار .. ثم يبدأ صدري بضيق , يبدأ في الانضغاط فلا أتنفس الا بجهد.
و لا تشعرين بتآكل في الحلق ؟
قالت: كانه يرتبط ... و يتقيد بسيور .و تكون حالتي حالة من يختنق.
و هل تشعرين بألم في الراس ؟ بصداع ؟
اجل ، بمطرقة تشقه و تحطمه .
الا يفزعك الامر ؟
دائما أفزع و أرتعب ... ارى الموت ماثلا .انا في العادة شجاعة ...
اذهب الى كل مكان ... الى قبو انزل , الى الجبل اصعد ،بل الى الجبال ... بيد أني أشعر كأن احدا يلاحقني و يقف ورائي ،ثم يمسك بي فجأة بتشبث .
انها ازمة عصابية حقا تبدأ بتيار هوائي يسبق نوبة هستيرية .. او بكلام آخر نوبة هستيرية محتواها العصاب ...فهل تتضمن يا ترى شيئا آخر؟
و قلت : عندما تقع الازمة اتفكرين دوما يالشيء ذاته ؟ اترين شيئا امامك ؟
لعلنا عثرنا على أمر ينقلنا بسرعة الى الجوهر
و استتليت : هل تتعرفين على الوجه ؟ أعني ، أهو وجه مألوف لا تفتأين ترينه ؟
كلا
أتعرفين كيف نشأت الازمة ؟
كلا
متى اصابتك أول مرة ؟
قبل سنتين اثنتين ، و أنا في صحبة عمتي ..و كنا نقيم على الجبل الآخر كانت تملك نزلا . . أمضينا هنا ،في هذا المكان سنى و نصف السنة و لكن النوبة تتكرر ، و كأنها لا تنسى موعدها معي .
هل اجري التحليل هنا ؟ لم أجرؤ على اللجوء الى التنويم المغناطيسي و لكن ربما ننجح بعد الحديث ، لانني موفق في الحدس و التكهن ..
كنت محظوظا في تكهناتي ... فانا عانيت حالات العصاب مرارا و تكرارا تصاب بها الفتيات الصغيرات ، نتيجة الخوف الذي يغزو العقل البتول حينما تتكثف دنايا الجنس لهذا العقل .
و قلت بعد تفكير : ان لم تعرفي ،فسأقول رايي في السبب فذلك الحين ، منذ سنتين انت رأيت او سمعت شيئا أثار قلقك ، فجاشت نفسك بالاضطرابات ، ووددت لو لم تشاهديه أو تسمعيه ,
فأجابت نعم نعملا,,, شاهدت عمي مع ابنة عمتي فرانشيسكا .
ما قصتها ؟ او ما قصتهما ؟ هلا حدثتني بها ؟
لا ضير من هذا فأنت طبيب يجوز معك من الامور مالا يجوز مع سواك .
ان عمي - اي زوج عمتي بتعبير اصح ، عمتي التي التقيت كانا يدير معها نزلا .انهما الان منفصلان بالطلاق ، و انا السبب ، لاني قلت ما رأيت ،وعلموا ان هناك علاقة بينه و بين فرانشيسكا .
كيف اكتشفت العلاقة ؟
كيف اكتشفت العلاقة ؟
هكذا ، فاستمع ... قبل سنتين ، أتى سيدان و طلبا طعاما . لم تكن عمتي في النزل ، و فرانشيسكا التي كانت تطهو ، لم تقف لها على أثر . و لا عمي استطعنا ان نجده بحثنا عنهما و لكننا لم نجدهما ... و فيما نحن نتقلب على نار الحيرة ابتدرني الويس ابن عمتي يقول : سنجد فرانشيسكا مع أبي .
و ضحكنا .. غير ان افكارنا لم تكن قد ألفت هذه الامور . و ذهبنا الى غرفة عمي ، فكان بابها مقفلا ..و قال الويس : هناك نافذة تستطيعين ان تري منها ما في الغرفة .
و قصدنا النافذة ، غير أنه ابى ان يرتقي اليها ، فصعدت انا ، لم يكن هناك ما يدعو الى الخوف . و رأيت عمي فوق فرانشيسكا .
و بعد ذلك ؟
وثبت ، بل سقطت ، و استندت الى الحائط ، و لم استطع ان اتنفس ... لقد ضاق صدري و انحبس عنه الهواء .. و كانت هذه هي البداية ,,,فارقني الادراك ، شعرت بشيء غامض ...و طن شيء غامض في راسي .
هل حدثت عمتك فورا بما شاهدت ؟
كلا لم اقل شيئا .
و لكن لماذا تولاك الخوف الشديد حين رايتهما معا ؟
هل فهمت شيئا ؟
هل عرفت ماذا كانا يفعلان ؟
كلا لم أفهم . كنت في السادسة عشرة من عمري ... لا ادري ماذا اخافني .
آنسة كاترين ان قدرت على تذكر ما ساورك و دار في عقلك من افكار بعد رؤيتك لهما ، فانك بذلك تسدين اعظم خدمة لنفسك.
اجل ، ان استطعت ...غير ان خوفي الشديد طمس ذاكرتي .
قولي يا كاترين ، هل الراس الذي يطالعك كلما ضاق نفسك ، هو رأس فرانشيسكا كما رايته في ذلك اليوم ؟
كلا راسها ليس بشعا كهذا الراس الشنيع ..انه راس رجل ذلك الذي اراه.
لعله راس عمك ؟
لم ار وجهه بوضوح . كان الظلام يملأ الحجرة .. و لماذا يكون وجهه مريعا ؟
هذا قول صحيح.
لقد أدنانا الحديث من الحقيقة ، و ربما أعثر على السبب بعد حين .
قلت : و ماذا جرى بعد ذلك ؟
الاثنان سمعا صوتا ، لانهما أسرعا بالخروج . اما انا فشعوري كان كئيبا ، لم يبارح مخيلتي المشهد . فكرت في ما رأته عيناي و الخوف يعقد لساني ... ثم بعد يومين ، و كان يوم أحد ، انهمكت في العمل ، و في صباح الاثنين اصابني دوار و قيء فلم افارق الفراش . و استمر القيء ثلاثة ايام متوالية .
القيء في هذه الحالة معناه الاشمئزاز و النفور ، لهذا سارعت اقول :
أظن أن نفسك غثت حينما وقع طرفك عليهما ، و لهاذا أصبت بالقيء.
أجل أصابني هذا و لكن لماذا ؟
لعلك رأيت شيئا عاريا ..كيف كان وضعهما ؟
لم أتبين شيئا واضحا بسبب الظلام . و لكن الاثنين كانا مشتملين بالثياب اجل ليتني عرفت سبب اشمئزازي و لغوبي .
و انا لم أعرف .. بيد اني رجوتها ان تصف لي ما خالجها فقد اسمع ما يعنيني على التشخيص الصحيح.
و تحدثت الفتاة فروت ما تبع ذلك ... لقد أخبرت عمتها بما رأت
و جرى عقب ذلك ما قلب الاوضاع ...فالنقاش الحاد المحتدم دار بين الزوج و الزوجة و سمع الصغيران ما كان لهما ان لا يسمعاه من الكلام و قررت العمة في النهايةلاان تهجر زوجها و ان تتركه مع فرنشيسكا
أما فرنشيسكا فقد حملت منه و اما العمة فانها غادرت المكان برفقة الصغيرين الى نزل آخر
و لدهشتي العظيمة اسقطت الفتاة فجأة هذا الخيط الذي كدت امسك بطرفه و خاضت في حديث آخر عن مناسبات كثيرة تلك الحادثة حاول فيها عمها مراودتها عن نفسها و هي لما تتجاوز الرابعة عشرة سنة .
في احد الايام ذهبت معه في رحلة الى الوادي حيث قضيا ليلة في نزل صغير
في تلك الليلة شعرت الفتاة و هما في قاعة الجلوس بالنعاس فقامت الى الحجرة لتنام و مكث هو بالقاعة يشرب الخمر
و استفاقت بعد ساعة لتشعر بجسده فوثبت من الفراش و هي تقول:
ماذا تريد يا عمي ؟ لماذا لا تبقى في فراشك ؟
و حاول هو ان يظهر الامر بمظهر فكاهي فقال :
اذهبي ايتها السخيفة الحمقاء ، لا تعرفين ماذا ستأخذين .
و أجابته : لا اريد شيئا منك ، منعت عني النوم .
وظلت واقفة قرب الباب ، و هي متأهبة للهرب فيما لو نهض و حاول الامساك بها . و لكنه نام و عادت الى فراشها فنامت.
من حديثها مع عمها ،و اسلوبها في دفعه عنها ، اتضح انها لم تعرف يومها ان المحاولة كان هدفها الاغتصاب... لقد غضبت لأنه حرمها النوم.
أما الاخطر فهي غفلت عنه و جهلته.
و قصت علي حوادث اخرى حاول فيها العم ان يعتدي عليها .
و لما سالتها ان كانت شعرت بعد هذه الحوادث بضيق النفس ، أجابت بانها شعرت بضغط على عينيها و على صدرها . و لكن ليس قويا و مؤلما كالضغط الذي شعرت به عندما رات عمها مع فرانشيسكا .
ثم مضت في حديثها فسردت وقائع عن اجتماعات اخرى بين عمها و فرانشيسكا ...حوادث مماثلة رات فيها عمها يضاجع فرانشيسكا
و لما أتمت الحديث ، تضرج وجهها ، و انبسطت أساريرها ، و شعرت ، كما ايقنت ،بعبء ثقيل يرتفع عن صدرها .
هذه المشاهد و لا جرم ، فتحت عينيها شيئل فشيئا على الحقائق، ففهمتها ، و لكنها رفضتها .
و تبع ذلك فترة تطور في التفكير ، ثم فترة حضانة ، و ما لبثت الاعراض أن تلاحقت ...و اخذت تتقيا ، فكان القيء بمثابة البديل عن الاشمئزاز.
بهذا اتضح السر ، ووجد للاحجية حل ، فالتقيؤ لم يكن سببه رؤية الاثنين في وضع فاضح ، بل كان تحريكا لذكرى استيقظت في أعماقها .. ربما ذكرى محاولات الاعتداء عليها التي قام بها عمها .
و قلت لها: الان عرفت ما دار في فكرك حينما نظرت الى داخل الغرفة ... لقد أخذت تحدثين نفسك و تقولين : الان هو يفعل معها ما حاول ان يفعله معي و لقد لغبت نفسك و غثت ، لانك تذكرت كيف استيقظت مرتعبة في تلك الليلة و لمست جسده.
قالت : محتمل هذا ، لعلي شعرت بالاشمئزاز و النفور ... و لعل الخوف استحوذ علي.
اجل اصابت ... استحوذ عليها النفور و الاشمئزاز .
قلت : تحدثي و كوني صادقة ... ماذا كان شعورك نحوه ... نحو جسده ؟
و لم تجبني جوابا واضحا صريحا. ابتسمت في حيرة غير قليلة ،و كأنما الحديث قد لبى الطلب ، ووفى بالغاية . و بدا في وجهها اقتناع آخر بأن ما استنتجته انا هو الصحيح .. غير اني لم اتغلغل اكثر في عمقها .. و توقفت عند هذا الحد.
و ارتاحت نفسي ، فالحديث معها كان أكثر سهولة من الحديث مع سيدات المدينة اللواتي يتصنعن الحشمة تصنعا و يتخذن من الاجفال من كلام مقال وسيلة لبلبلة افكار محدثهن
و لكن ، مهلا ... ما سبب الهلوسة ؟
ما حكاية الراس الذي ملا قلبعا رعبا ؟
و سالتها عن ذلك مستوضحا مستثحا فاجابت :
الان عرفت ,..فالراس راس عمي الانرتجلى هذا بكل وضوح ... فحينما شجر الخلاف ، اظهر عمي امتعاضا و غضبا و انحنى علي باللائمة لاني لولا ثرثرتي لما وقع الطلاق ..
و كان يتهددني كلما رآني . و كنت افر من شدة الذعر .. كنت اتوقع دائما ان يمسك بي من ظهري ...فالوجه الذي كان يتراءى لي دائما هو وجهه المشتعل غيظا .
هذه المعلومات ذكرتني بان اعراض الهستيريا الاولى (القيء) قد اختفت، و لكن نوبة العصاب لازمتها بمحتوى جديد ...و لهاذا عالجت حالة هستيرية لم يلبث جانب كبير منها ان تلاشى ..لانها بعد وقت قصير حدثت عمتها بما اكتشفت .
قلت لها : هل اطلعت عمتك على محاولاته معك ؟
قالت : نعم ، ليس فورا و لكن بعد ان يقطعاجراء الطلاق شوطا ...و قد قالت عمتي : سنكتم هذا الامر الان ، اما اذا اثار الصعاب ليعرقل اجراءات الطلاق فاننا نجهر بها .
ارجو من صميم قلبي ان يكون لحديثنا الاثر المرغوب في اقالة عثرة الفتاة التي اصيبت حساسيتها الجنسية بالرضوض قبل الاوان .
__________________________
لا اعترض البتة على ما يذهب اليه كثيرون من ان حل قضية الهستيريا هذه كان بالتكهن و الحدس اكثر منه بالتحليل . و الذي لا شبهة فيه هو ان الفتاة المريضة تقبلت كشيء محتمل كل شيء اقحمته في قصتها و لكنها رغم هذا لم تكن في وضع يسمح لها بالتعرف عليه كامر اختبرته .
ان قضية كاترينا حالة نموذجية ففي كل عارض هستيري مرده الى الرض الجنسي يجد الانسان ان التجارب السابقة للتمخض الجنسي التي لا تخلف اي تاثير على الصغير تتلقى فيما بعد قسوة صادمة حينما تكتسب الفتاة الصغيرة المعرفة و تتفهم حياتها الجنسية
ان الظاهرة الهستيرية في حالة كاترينا لم تعقب فورا تلقيها الصدمة ولكنها تبدت بعد فترة الحضانة و القلق الذي شعرت به بعد كل صدمة
جنسية و مجرد بروز صورة الاتصال الجنسي في شكل من الاشكال في احساس انسان بتول يستحث و لا شك شعورا جياشا بالتوق القلق
النهاية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق