ان كل من اجتاز امتحان الباكالوريا في ختام الدراسة الثانوية يشكو من الحاح هذا الحلم من أحلام الهيلة في ملاحقته : أنه قد رسب في الامتحان أو انه مضطر الى اعادته من جديد الخ و أما الذين حصلوا على درجة جامعية فيحل عندهم محل هذا الحلم النمطي حلم آخر يخيل اليهم أنهم قد رسبوا في امتحان الاجازة الجامعية و هو ما يعترضون عليه سدى و هم ما زالوا نياما محتجين بكونهم يعملون منذ سنوات كأطباء أو محاضرين بالجامعة أو رؤساء أقلام : تلك ذكريات لا تجذر عن ألوان من العقاب لقيناها في طفولتنا جزاء على سوء أفعالنا ذكريات تبعث في نفوسنا من جديد رابطة نفسها بهاتين اللحظتين الحاسمتين في تاريخ حياتنا المدرسية ب ( يوم الغضب ذاك اليوم )* يوم نمتحن أعسر امتحانين و الى هذه المخاوف الطفلية عينها يرجع اشتداد هيلة الامتحان ) عند العصابيين فنحن بعد أن نفرغ من مرحلة اللمذة لا نجع نلقى عقابنا على يد آبائنا أو أولياء أمورنا أو المدرسين من بعدهم و انما يتكفل بتربيتنا في مستأنف السنين هذا الرباط أو أولياء العلي الذي لا يرحم بين أحداث الحياة الواقعة و ها نحن أولاء نحلم اليوم بامتحان البكالوريا أو الاجازة الجامعية - و من ذا الذي لم يرتعد اذ ذاك و لو كان مستعدا ؟ - كلما ارتكبنا خطأ او قصرنا في أمر فخشينا أن تأتي العاقبة بالعقاب أي كلما شعرنا بوطأة المسؤولية
* مطلع صلاة منشورة لا ترددها الكنيسة الا يوم يموت ابناؤها و هي تصف ساعة البعث للامتحان الاخير( ... الطبيعة و الموت سوف يروعان يوم يقف الانسان ليواجه القاضي الاعلى ) - و ان انتهت بالاعراب عن الامل في وساطة المسيح -
==========================
سيجموند فرويد / تفسير الأحلام 1900
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق